أصدرت دار الشروق للنشر، الطبعة العاشرة من رواية "يوميات نائب فى الأرياف" للكاتب الراحل توفيق الحكيم، والصادرة للمرة الأولى عام 1937، وقد ترجمت الرواية ونشرت بالفرنسية عام 1939 (طبعة أولى) وفى عام 1942 (طبعة ثانية) وفى عام 1974 و1978 (طبعة ثالثة ورابعة وخامسة) عن دار بلون بباريس وتم اقتباس فيلم سينمائى عنها من بطولة نور الشريف.
فى الرواية يسرد "الحكيم" مشاهدات من الحوادث والقصص التى عرضت عليه أثناء عمله فى القضاء بإحدى مناطق الريف المصرى، وتدور أحداثها حول معاناة هذا النائب القادم من القاهرة إلى الأرياف، وكيف يمضى وقته فى محاربة البعوض والذباب والاصطدام مع المأمور وكاتب النيابة.
يظهر فى هذه الرواية فساد المنظومتين الإدارية و القانونية، وعدم مقدرتهما على تحقيق العدل للفلاحين المساكين، حيث يعرضها الكاتب فى أسلوب فكاهى ساخر.
وهى من أشهر روايات الأدب العربى الحديث التى تعرضت لواقع الريف وحياة الفلاحين فى مصر، في النصف الأول من القرن العشرين، وما يتعرضون له من ظلم وإهمال فى ظل الجهل والفقر والمرض، عقب صدورها بوقت وجيز للغاية، ترجمت "يوميات نائب فى الأرياف" إلى الإنجليزية والفرنسية، وكتب عنها الناقد الفرنسي رمون فرنانديز:
"إنها صورة حية، ساخرة قاسية أحيانًا لدنيا الريف المصرى، وإن هذه الدنيا لتتحرك في صفحات هذا الكتاب في حيوية مدهشة تجعل القارئ ينسى أحيانًا المقاصد الإصلاحية التى حركت توفيق الحكيم، لكن الذي يعلق بذاكرة القارئ هو قوة السرد والخلق والصدق ودقة الملاحظة والقدرة على إدراك القصة، غير أن توفيق الحكيم إنما يكتب ليحتج وينقد ويتهم".
الراوى فى "نائب فى الأرياف" غريب عن القرية التي ينتدب للعمل فيها، فرضت عليه ظروف الحياة أن يكون موجودًا فى الأرياف، ويومياته التى يعرض من خلالها الأحداث تكاد تكون مرتبطة بأحداث وحياة المؤلف الخاصة التي لم يستطع تجاوزها.
"يوميات نائب فى الأرياف" صدرت عام 1937 ترجمت ونشرت بالفرنسية عام 1939 (طبعة أولى)، وفى عام 1942 (طبعة ثانية) وفى عام 1974 و1978 (طبعة ثالثة ورابعة وخامسة بدار بلون بباريس، وترجمت ونشرت بالعبرية عام 1945، كما ترجمت ونشرت باللغة الإنجليزية في دار (هارفيل) للنشر بلندن عام 1947 -ترجة أبا إيبان- ترجم إلى الإسبانية في مدريد عام 1948 وترجمت ونشرت في السويد عام 1955، وترجمت ونشرت بالألمانية عام 1961 وبالرومانية عام 1962 بالروسية عام 1961.