نشاهد، اليوم، منحوتة "القديس بارثولوميو" للنحات الإيطالى ماركو دجرات، والذى أبدعه فى عام 1562، حيث قدم تمثالا كان بمثابة صدمة للزائرين، فالقديس يقف منتصبا فى ساحة كنيسة نابولى بـ إيطاليا يحمل جلده على كتفه، بينما كل عضلة ووتر ومفصل مصنوعة من الحجر وعارية.
أما عن حياة القديس بارثولوميو، فالمعلومات عنه قليلة، لكن المؤكد أنه من تلاميذ السيد المسيح، وبعد موت المسيح سافر "بارثولوميو" إلى الشرق، إلى بلاد ما بين النهرين، بلاد فارس، حول البحر الأسود، وربما وصل إلى الهند، وهناك من يرى أنه ذهب إلى اليمن وترك لهم نسخة من إنجيل متى باللغة العبرية، وجدها العلامة بنتينوس عميد المدرسة اللاهوتية بالإسكندرية عندما ذهب إلى هناك حوالى سنة 180م.
وروى "يوسابيوس" المؤرخ هذه الرواية لكن ذكر الهند بدلًا من بلاد اليمن، والأرجح أنها اليمن وليست الهند، ففى اليمن كانت توجد جالية يهودية كبيرة، وبطبيعة الحال لا نفع للهنود من كتاب مكتوب بالعبرية.
واستنادا إلى التراث الكنسى الأرمنى فإن برثولماوس بشر برفقة زميله تداوس فى بلاد أرمينيا فى القرن الأول للميلاد ولذلك يدعوا الأرمن كنيستهم بالكنيسة الرسولية، ويعتبرون الرسولين برثولماوس وتداوس الشفيعان الرئيسيان للكنيسة الأرمنية الرسولية، وتشير الآثار القديمة إلى أنه تم "سلخ" جلده وهو على قيد الحياة، وثم صلب بشكل "عكسى" وفى النهاية قطعوا رأسه.