ديفيد هربرت لورانس، أديب بريطانى، يعد أحد أهم أدباء القرن العشرين، أبدع فى كتابة الروايات والشعر والمسرحيات والنقد، واليوم تحل ذكرى ميلاده، إذ ولد فى مثل هذا اليوم 11 سبتمبر من عام 1885م، وخلال محطات حياته مر بالعديد من المواقف والصعوبات.
ديفيد هربرت لورانس، كانت بداية الحياة الأدبية لـ "لورانس" بكتابة القصة القصيرة والشعر والراوية، وكان أول نتاج له روايته "الطاووس الأبيض"، لتتوالى بعدها العديد من أعماله الأدبية، مثل "أبناء وعشاق، والمعتدى، قوس قزح".
هربرت لورانس، ولد لورانس بقرية إيستوود بمقاطعة نوتنجهام شاير من إنجلترا، كان ضمن أسرة عاملة متوسطة الحال، كان أبوه من عمال المناجم، بعكس والدته التى كانت تتمتع بقدر من التعليم والثقافة، فكانت تعمل في مجال التدريس لفترة قبل زواجها، ولهذا لم تتحمل مشاهدة أبنائها يعملون فى نفس مجال أبيهم، فقررت الانفصال عنه بعد صراعات ونزاعات عديدة ذكرها بصورة أدبية فى روايته "أبناء وعشاق" مزجها بما يصيب الأبناء من قلق عاطفى وتمزق جراء هذه الصراعات القائمة فى جو المنزل.
كان لورانس يحب والدته كثيرًا وخصوصًا بعد رحيل شقيقه الأكبر، لدرجة أنه أصبح ممزقًا بينها وبين حبيبته، نظرًا لعدم رغبة والدته في التنازل عن ابنها لأى فتاة، وبرغم حبه لفتاة صغيرة ورغبته في الزواج منها، إلا أن الصراع مع والدته والذى أسفر عن فوز أمه في النهاية، لم يتحقق الزواج، وذكر ذلك فى الجزء الأخير من روايته أبناء وعشاق، ولكن لم يستمر ذلك الصراع طويلا، حيث رحلت والدته عندما كان لورانس في السادسة والعشرين من عمره، فتزوج من فتاة ألمانية تدعى "فريدا" وتنقلا ما بين إيطاليا وألمانيا لفترة من الزمن، عاد إلى بلده إنجلترا خلال الحرب العالمية الأولى.
كتب لورانس روايته قبل الأخيرة "عشيق الليدى تشاترليو" فى عام 1928م، أثارت ضجة كبيرة لما تحتويه من مشاهد جنسية، لدرجة أنها لم تنشر كاملة فى إنجلترا إلا مع بداية الستينيات، وكتب روايته الأخيرة "الديك الهارب" عام 1929م، والتي أعيد نشرها تحت عنوان "الرجل الذى مات"، بالرغم مما كان يعانيه من مرض وآلام.
وترجم لورانس أعمالا عديدة من اللغة الفرنسية إلى الإنجليزية وله لوحات عديدة مرسومة، وكان التأثير السلبى للحضارة الحديثة على الجوانب الإنسانية للحياة وتجريد هذه الحياة من البعد الإنسانى هو محور أغلب أعمال هذا الأديب البريطانى، حتى رحل عن عالمنا فى 2 مارس 1930.