من الكتب التى تستحق القراءة كتاب "الجلطة التى أنارت بصيرتي" الصادر ترجمته عن دار مسعى لـ جيل تايلور عالمة فى مجال المخ والأعصاب من مواليد 1959 بولاية إنديانا الأميركية، وفى عام 1996 أصيبت بجلطة في الفص الأيسر من المخ، وفي غضون 4 ساعات لم تعد قادرة على شيء، لا المشي ولا الكلام ولا القراءة والكتابة، كانت تقف على حافة الموت.
وفى الكتاب الذى ترجمته نجمة إدريس، تسجل تايلور تفاصيل هذه الرحلة المذهلة، حيث تمزج التجربة الإنسانية بالمعارف العلمية، وبما أهدته إليها هذه الجلطة من البصيرة الداخلية.
كتاب تايلور ليس عن الجلطة وإنما عن البصيرة المتيقظة التي جاءت من وراء هذه الإصابة، كما تقول في مقدمة كتابها، بسبب هذا الكتاب الملهم تم اختيار تايلور عام 2008 من بين 100 شخصية الأكثر تأثيرا في العالم، وأصبح الكتاب لأسابيع طويلة على قائمة الأكثر مبيعا، وترجم إلى 30 لغة حول العالم.
في مقدمة الكتاب تقول نجمة إدريس "بعض الكتب قد نهتدي إليها بالمصادفة المحضة، لتقرع في الرأس جرسا صغيرا يحرضنا على ألا نتركها في هامش المصادفات، هكذا تعرفتُ على كتاب (الجلطة التي أنارت بصيرتي) للدكتورة جيل تيلور، وأنا أتجول في إحدى مكتبات ضاحية نائية من ضواحي لوس أنجلوس ذات صيف بعيد. جذبني العنوان الذي يبدأ بصدمة الإصابة بجلطة في المخ، لينتهي إلى طريق مُغر نحو الروحانية الخالصة وتفتق بصيرة وقادة".
وتتحدث "تايلور" في الكتاب عن فصي المخ الأيمن والأيسر المتباينين، فالفص الأيمن يعمل كآلة إنتاج موازية ومصمم لتذكر الأشياء، ولقد صمم ليكون منطلقا ورهينا للخيال المبدع، ولا وجود للزمن فيه إلا للحظة الراهنة، وعلى النقيض يقوم الفص الأيسر بربط تلك اللحظات الغنية والمعقدة التي ولدها الفص الأيمن وترتيبها زمنيا، وهو الذي يرينا مفهوم الزمن.