يعد الكاتب الكبير توفيق الحكيم (1898- 1987) واحدا من أبرز المثقفين فى القرن العشرين، خاصة فى عالم المسرح، ولم يكن تأثيره قاصرا على الفن فى مصر فقط، بل تعدى ذلك إلى كل ربوع العالم العربى، وذكر موقع جائزة السلطان قابوس على موقع التواصل الاجتماعى، أن الكاتب المسرحى العربى الكبير "توفيق الحكيم" أكثر الكتّاب العرب الذين قدّمت لهم أعمال مسرحيّة على المسرح العمانى، فمنذ 1971، قدّم المسرح العمانى 12 مسرحيّة له، أبرزها: مسرحية أهل الكهف، ومسرحية مأساة الملك أوديب، ومسرحية مجلس العدل، ومسرحية شمس النهار.
ولو توقفنا عند مسرحية "أهل الكهف" فإنها أول مسرحية فنية تستلهم القصص الدينى فى الدراما التمثيلية، وعالج فيها توفيق الحكيم إشكالية الزمن ومعناه فى علاقته بالبشر والحضارات، وطرح سؤاله الفلسفى الخالد: هل فى مقدور الإنسان أن يقاوم الزمن بكل تداعياته وجموحه وهيمنته ومساره المقرر؟ وبها دخل الأدب الدرامى دائرة الوعى العام بوصفه فرعا من فروع الأدب العربي.
ويقول الحكيم عن مسرحيته: "لقد قلت فى هذه المسرحية إن أهل الكهف هؤلاء قديسون صحيح، ولكن يجب ألا يعيشوا معنا، يجب أن نضعهم فى كهف محترم نقدسه ونحج إليه، ولكن لا يمكن أن نتركهم ليفسدوا الحاضر. إننى أتصور أهل الكهف، وقد تركتهم يعيشون فى الحاضر بعد غيبة أكثر من ثلاثمئة سنة، سيحاول كل منهم طبعا أن يعود إلى حرفته القديمة، وأفكاره العتيقة".
وصدرت المسرحية للمرة الأولى عام 1933، بينما صدرت طبعة دار الشروق الأولى عام 2004.