هل تآمر هارون الرشيد على أخيه الهادى من أجل تولى الخلافة؟

تمر اليوم الذكرى الـ1234، على تولى الخليفة العباسى هارون الرشيد، سابع خلفاء بنى العباس، بدلا من أخيه الأكبر الهادى بعد مقتله، إذ بويع الرشيد بالخلافة ليلة الجمعة التى توفى فيها أخوه موسى الهادى (14 ربيع الأول 170 هـ / 14 سبتمبر 786م) وكان عمر "الرشيد" وقتها اثنتين وعشرين سنة. وكانت الدولة العباسية حين آلت خلافتها إليه مترامية الأطراف متباعدة، تمتد من وسط آسيا حتى المحيط الأطلسى، معرضة لظهور الفتن والثورات، تحتاج إلى قيادة حكيمة وحاسمة يفرض سلطانها الأمن والسلام، وتنهض سياستها بالبلاد، وكان الرشيد أهلاً لهذه المهمة الصعبة فى وقت كانت فيه وسائل الاتصال صعبة، ومتابعة الأمور شاقة. الهادى كان يتولى الحكم لكن بقتله أصبح الخليفة بدلا منه أخيه هارون الرشيد، إلا أن الأول قتل، فهل كان للرشيد يد فى ذلك وهل تأمر من أجل وصوله إلى كرسى الخلافة؟ بحسب كتاب "الجيش والسياسة فى العصر الأموى ومطلع العصر العباسى 41 هـ 661 م - 334 هـ" للدكتور فاروق عمر فوزى، فإنه فى الفترة الأخيرة من حكم الهادى، زاد الصراع بين الكتلة العسكرية التى تؤيد الخليفة الهادى وتحبذ خطواته فى نقل ولاية العهد من أخيه هارون إلى ابنه جعفر بن موسى الهادى، وبين كتلة الرشيد وعلى رأسها البرامكة والخيرزان، ورغم أنه عند هذا المفترق يبقى الموقف غامضا وتتعدد الروايات حوله، إلا أن الكاتب عاد وأكد أن القائد هرثمة بن أعين تسلم أمرا من الخليفة بقتل هارون ويحيى البرمكى ولكن الخليفة نفسه مات فجأة قبل تنفيذ هذه الأوامر. ووفقا لكتاب "كيد النساء في القرآن، بيوت الأنبياء، التاريخ" لصبحى صلاح إسماعيل، هكذا عزل الهادى أمه سياسيا، ولم يتوقف الأمر على العزل السياسى والإقامة الجبرية لأمه بل أراد أن يتخلص من أخيه هارون الرشيد بالقتل أو أن يخلع نفسه حتى تصير الخلافة إلى جعفر بن الهادى، ولكنه رأى أن قتله أفضل وصارح بذلك "هرثمة بن أعين" وأمره أن يذهب فى ليلته فيأتيه برأس "الرشيد" وطلبه منه أن يحتاط فى ذلك ورسم له خطة، وهى ان يخرجه برسالة من الهادى يستدعيه إلى حضرته ثم يأخذه إلى مكان ويقتله أو يدبر هو أمرا آخر ويأتيه برأسه. ويوضح الكتاب أنه يبدو أن "الخيرزان" أم الهادى والرشيد، كانت قريبة منهما فسمعت ما دار بين ابنها الهادى وبين هرثمة، وربما سمعه أحد جواريها ونقله إليها فاختارت هارون الرشيد مادام أحد ابنيها لابد أن يفارق الحياة ورأت أن "تتغدى بالهادى قبل أن يتعشى بأخيه الذى يبرها ويوقرها". ويقال إنها انتظرت حتى شرب وسكر وجعلت بعض الجوارى يجلسن على وجهه حتى مات وذهبت فأخرجت يحيى البرمكى من محبسه الذى كان الهادى كان وضعه فيه، ويقال إن الهادى حاول قتل أمه بدس السم لها فى الطعام لكنها كانت من الحرص بحيث لا تأمنه لذا جعلت خادمتها ألقت ببعضه إلى كاب فمات فى الحال وكان فى نفس الليلة قد أمر بقتل يحيى بن خالد.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;