تمر اليوم الذكرى الـ208، على تمكن الجنرال الفلرنسى نابليون بونابرت من احتلال موسكو أهم مدن الروسية، إلا أنه فشل فى احتلال باقى الإمبراطورية الروسية، قبل أن تهزم قواته ويتراجع، حيث اتجه "بونابرت" برفقة مئات الآلاف من جنوده لغزو الأراضى الروسية، وعلى الرغم من الخسائر البشرية الهائلة التى منى بها الروس، إلا أن جيوش نابليون لم تتمكن من احتلاها، لأكثر من عامل.
والأمر نفسه تكرر إبان الحرب العالمية الثانية عندما غزا النازيون الألمان بلادهم، وهى الحرب التى كانت الأكثر دموية فى تاريخ روسيا، التى يعتبر شعبها من بين أكثر الشعوب شراسة، والدليل على ذلك معركة ستالينغراد.
استطاع نابليون بونابرت، فى 14 سبتمبر من عام 1812 احتلال موسكو أهم مدن الإمبراطورية الروسية، حدث ذلك بعدما توجه الجيش الفرنسى تجاه روسيا التى انسحب جيشها إلى العمق وأحرق المدن قبل انسحابه ليمنع الفرنسيين من التزود بالمؤن، وفى 7 سبتمبر التقى الجيشان فى بلدة بورودينو غرب موسكو ووقعت معركة ضارية اشترك فيها 250 ألف جندى – وقتل نحو 70 ألف جندى، وحقق نابليون النصر فيها ليواصل الجيش الروسى – انسحابه.
ربما الجيش الوحيد الذى استطاع أن يخضع الدب الروسى لسيطرته هو جيش التتار بقيادة باتو بن جاجي، وكان من أكبر قواد التتار مطلقاً، قاد الحملات التترية شمال بحر قزوين فى سنة 634، فقمع القبائل التى تسكن فى نهر الفولجا الروسي، ثم زحف بعد ذلك على البلاد الروسية الواسعة، وبدأ هذا الزحف على روسيا فى سنة 635هـ، وقام بمذابح شنيعة فى روسيا ثم توجهت الجيوش التترية إلى أعظم مدن روسيا موسكو واجتاحوها ودمروها فى أيام معدودات، ثم سقطت بعد ذلك مدن يورييف وجاليش وبريسلاف وروستوف وغيرها إلى أن احتل التتار دولة روسيا بكاملها فى سنتين، من سنة 635 إلى 636م، لكن الوضع حينها كان أسهل من حيث تنظيم القبائل داخل روسيا، والحشود العسكرية.