واحدة من أهم روايات الأديب الراحل محمد مستجاب، والتى حققت شهرة واسعة، ولايزال صداها كبيرا بين الجمهور، هى رواية "التاريخ السرى لنعمان عبد الحافظ" والصادرة عن سلسلة "مكتبة الأسرة" عام 2011.
تحكي الرواية عن "نعمان عبد الحافظ"؛ الشخصية الجنوبية الأسطورية التي نحتها مستجاب مصطنعا لها تاريخا محكيا منذ مولده العجائبي مرورا بختانه الغامض وطفولته الشائكة وصولا إلى ليلة عرسه المشهودة، معنونا كل مرحلة من تلك المراحل بكلمة موروثة من كتب التراث "فصل في"، لكأنه يقوم بعمل تحقيق علمي عن شخصية تراثية، فينفض عنها غبار التراكم ويجلي شخصانيتها ويعيد اكتشافها، متوسلا بلغة توليدية آسرة وسرد فاتن.
وبحسب الكاتب محمد مستجاب الابن، نعمان عبدالحافظ بطل رواية والده الأشهر "من التاريخ السرى لنعمان عبدالحافظ"، كاشفًا عن أن هذه الشخصية الروائية حقيقية ومن لحم ودم، وأوضح أن نعمان عبدالحافظ هو ابن خالة والدة "مستجاب" الأب، وحين مات "نعمان" - بعد كتابة الرواية - كان والده مندهشًا ويريد القول: "كيف يموت ولم يخبرنى بذلك.. كيف لا تخبرنى شخصيتى بمصيرها؟.. خنته فى الرواية حين خبأت عليه عدم اختتانه فرد الخيانة بموته دون أن يخبرنى".
ويعبر "مستجاب" الابن عن حالة والده فى تلك اللحظة: "كان ينظر للمعزين ويريد أن يصرخ فيهم ويقول لهم: نعمان لم يمت، كيف يموت من تُرجم إلى الهولندية والإنجليزية وغيرها ويقرأه العديد هنا وهناك، كيف يموت من كتب عنه الكثير من النقاد وشرحوا شخصيته وأفعاله".
ومحمد مستجاب الحاصل على جائزة الدولة التقديرية والذي رحل عام 2005 هو أحد أبرز كتاب الستينيات، ولد عام 1938 بمحافظة أسيوط وامتهن أكثر من مهنة إلى أن استقر موظفا بمجمع اللغة العربية، وأصدر عددا من الأعمال القصصية والروائية، منها "ديروط الشريف"، و"القصص الخرى"، وقيام وانهيار آل مستجاب".
