مع اتخاذ كل الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيرروس كورونا، المنتشر فى مختلف دول العالم، يسير العمل فى المتحف المصرى الكبير بشكل منتظم، مع تطبيق كل تعليمات الدولة لعدم تفشى الفيروس، واستطاع "انفراد" بعمل جولة داخل إحدى معامل ترميم المتحف الكبير وهو "معمل ترميم أخشاب".
وقال الدكتور أحمد عبد ربه، نائب رئيس معمل الآثار الخشبية، بالمتحف المصرى الكبير، إن معمل الآثار الخشبية من أهم المعمل بمركز الترميم فى منطقة الشرق الأوسط ونحن مختصون فى ترميم الآثار الخشبية بكل أنواعها "ملون، مذهب، مزخرف"، بمواد تطعيم مختلفة.
وأوضح الدكتور أحمد عبد ربه، فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، عندما يتم البدء فى تسلم أى قطعة داخل المعمل نبدأ أولا فى أعمال التوثيق، باستخدام تصوير المتعدد الأطياف، فهناك التصوير العادى للقطعة الفوتوغرافية، وهناك التصوير بأشعة فوق البنفسجية والتى يتم التعرف من خلاله عن أماكن الترميمات السابقة للأثر، والتصوير بالأشعة تحت الحمراء وهذا يعمل على توضيح أى أماكن لم تظهر للعين المجردة، وهناك التصوير X-ray وذلك لمعرفة تقنية صناعة القطعة بواسطة المصرى القديم.
وأضاف نائب رئيس معمل الآثار الخشبية، ثم يتم بعد ذلك بعملية الفحوص والتحاليل، ويتم فى هذه المرحلة استخدام الأجهزة العلمية المتطورة، ومن خلالها نستطيع معرفة مكونات الأثر، دون أخذ أى عينات، ومن خلال التحليل الطيفى نستطيع معرفة طبقات التحضير والتزين والتلوين المتوجدة، ونستطيع من خلال التحاليل التعرف على مواد الترميم السابقة، المستخدمة من قبل، ونبدأ بعد ذلك بالدراسة التجريبية، والتى تطبق على عينة مستنسخة بنفس مواصفات الأثر قبل تطبيقها على الأثر نفسه.
وأشار ثم بعد ذلك يتم تحديد هل يتم الترميم بالمواد التقليدية المتبعة أم باستخدام المواد الحديثة، وتلك الدراسات تأخذ وقت لمعرفة المادة المناسبة فى الاستخدام، لأنه بعد استخدام تلك المادة يعاد عليها الفحوصات والتحاليل لمعرفة مدى تأثير المواد التى تم استخدامها فى الترميم على الأثر نفسه، ثم نبدأ فى تثبيت القشور والتدعيم، والتجهيز للعرض المتحفى.
ولفت نائب رئيس معمل الآثار الخشبية، إلى أن المعمل يضم الآن 6 عجلات حربية و6 أسرة من مقتنيات الملك توت عنخ آمون، وتم الانتهاء من ترميمهم، على أعلى مستوى، إلى جانب التابوت الخاص بالملك توت عنخ آمون، والذذى كان مقرر الانتهاء منه بعد وصله للمعمل 8 شهور، وبالفعل ورغم تفشى كورونا، إلا أنه تم الانتهاء من فى الجدول الزمنى المحد له بشكل كامل، وجاهز للعرض، كما يضم المعمل مجموعة من خبيئة العساسيف.