أجازت بريطانيا فى عام 2014 استفتاء انفصال أسكتلندا عنها، وأجرت اسكتلندا فى يوم الخميس 18 سبتمبر عام 2014 استفتاءً لتقرير المصير، رعته بريطانيا، بيد أن الاسكتلنديين اختاروا البقاء داخل المملكة المتحدة بنسبة 55% مقابل تأييد 45% فقط لمساعى الانفصال.
وبعد إعلان النتيجة اعترفت نائب زعيم الحزب الوطنى الإسكتلندى المؤيد للاستقلال نيكولا ستورجين بالهزيمة، حيث قالت ستورجين فى تصريحات صحفية إنها تشعر بخيبة أمل بعد عجز الحملة المؤيدة للاستقلال عن تأمين العدد الكافى من الأصوات المؤيدة.
لكن هذا التصويت كان قبل أن تشرع بريطانيا فى تنظيم استفتاء حول الانفصال عن الاتحاد الأوروبى، والذى صوت خلاله البريطانيون لصالح الخروج من التكتل الأوروبى بنسبة مئوية كانت أقل من 52%.
وخلال هذا التصويت، كانت نتائج اسكتلندا مغايرة لذلك، فرغب 62% من الاسكتلنديين فى البقاء داخل الاتحاد الأوروبي، مقابل 38% رغبوا عن ذلك، وفضلوا خيار الانفصال عن التكتل الأكبر في القارة العجوز.
وكان انفصال اسكتلندا عن بريطانيا هو حلم وليام والاس، "حامى اسكتلندا" الاسم الذى أطلقه عليه السير جيمس فيرجسون، عام 1938، فى كتاب باسمه يروى قصة حياته، هو وليام والاس، البطل القومى الاسكتلندى، والقائد الذى بث روح التمرد فى نفوس مواطنيه ضد الاحتلال الانجليزى لبلادهم، خلال حرب الاستقلال الاسكتلندية الأولى فى الفترة بين عامى 1296- 1328.
وتعد حياة والاس الشخصية غامضة، وغير معروف الكثير من تفاصيلها، كما أن هناك فترات طويلة من حياته لا توجد مصادر توثقها، فكل ما يعرفه التاريخ عن نشأته هو أنه من مواليد عام 1270، ووالده مالك أراضى صغير فى رينفرو، يدعى مالكوم والاس.
وظهر اسم وليام والاس للمرة الأولى، تاريخياً، فى مايو 1297، حينما بدأ كفاحه ضد ملك إنجلترا، إدوارد الأول، الذى استفاد من أزمة الحكم فى اسكتلندا، وأعلن نفسه الحاكم على البلاد، فأضرم والاس النيران هو ورجاله فى مدينة "لانارك" وقتل المأمور الإنجليزي ليقوم بعدها بتنظيم رجال من العامة وملاك الأراضي الصغار في حركة للتمرد لتنفيذ العديد من الهجمات على الأهداف الإنجليزية، وبالفعل هاجموا حصناً إنجليزياً بين نهري فورث وتاي.
وسافر والاس إلى فرنسا، للحصول على دعم للقضية الاسكتلندية، ولكنه تعرض لخيانة في غيابه، حيث قبل بروس التهدئة مع الملك إدوارد الأول، وعرض الملك الإنجليزي مبلغ كبير من المال لمن يقتل أو يقبض على والاس، وفي 5 أغسطس 1305، ألقى القبض عليه بتهمة الخيانة العظمى، وتم ترحيله إلى لندن، ومن ثم إعدامه بعد تعذيبه، فقد عذبه الإنجليز حتى يطلب الرحمة ولكنه رفض وفضل أن يُعدم من أجل الحرية، فقاموا بشنقه، وأنزلوه قبل أن يختنق، ثم قاموا بشده عن طريق ربط قدميه بحصانين، ويديه بحصانين آخرين، وقطعوا رأسه، وعلقوها على جسر لندن، فيما تم عرض أطرافه في نيوكاسل، وبيرويك، وستيرلينج، وبيرث.