تعد رواية "جوع" أحد أهم وأشهر أعمال الأديب الراحل محمد البساطى، وهى الرواية الثالثة عشر للبساطي، صدرت الرواية لأوّل مرة عام 2007 عن دار الآداب للنشر والتوزيع فى لبنان، تُرجمت الرواية إلى عدة لغات، ودخلت فى القائمة النهائية "القصيرة" للجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر" لعام 2009، تُرجمت هذه الرواية إلى العديد من اللغات، فيما يلى أبرز تلك الترجمات: الإنجليزية التى طبعت مرتين عام 2008 و2014 عن منشورات الجامعة الأمريكية فى القاهرة، وقد قام بترجمتها إلى الإنجليزية المترجم البريطانى دنيس جونسون ديفز، والفرنسية التى طبعت عام 2011 عن "دار أكت سود"، وقد قامت بترجمتها إلى الفرنسية المترجمة الفرنسية "إدْويج لامبرت"،والألمانية صدرت عام 2010 عن "دار لينوس" فى مدينة بازل السويسرية، وقد قام بترجمتها إلى الألمانية الألمانى "هارتموت فندريش".
تعكس أحداث الرواية أحوال قرى الريف المصرى الغارقة فى معاناتها من الفقر والجوع والمرض والتهميش، ويطرح من خلالها صورة عاكسة لما تمثله معاناتها من بيئة مناسبة لانتشار الجهل والخرافة وتسطيح العقول والأفكار. فرواية "جوع" لا تقف عند حدود لقمة العيش، وإنما تتضمن أيضًا كل أصناف الجوع المعنوى إضافة للجوع المادي، كل هذا ينطبق تماماً على أسر القرية، وعلى عائلة "زغلول" على وجه الخصوص.
يقدم البساطى عرضاً للواقع الاجتماعي، الذى تعيش الأسرة فى إطاره، حيث يسود التخلف فيها على غير صعيد وبجوارها أسرة ميسورة ويحاول الكاتب أن يقدم مقارنة بين حياة الفقرا؟ والأغنيا؟ من خلال الأسرتين فى البلدة، إذ تعتبر الرواية صرخة مدوية فى وجه القهر اللاحق بالإنسان.
وقال الروائى الراحل عن الرواية فى حوار سابق نشر قبل وفاته: "لقد أردت التعبير عن مشاهد مؤلمة فى الواقع وصلت إلى حالة لا يمكن السكوت عنها وهى تشغلنى منذ فترة طويلة، كأن تضطر أسرة ما إلى البحث عن طعامها فى صناديق القمامة، ما يعنى أننا على وشك كارثة حقيقية، ويدل على إخفاق مشاريع التنمية الزراعية والصناعية وعلى تراجع المجتمع تراجعا كبيرا فى ظل قبضة رجال الأعمال على زمام الأمور فى هذا البلد الذى لا يحبه أحد غير أهله المعدمين، لذلك كله وجدت أنه لا يمكن أن أكتب رواية من دون أن يكون عنوانها «الجوع».