فى مثل هذا اليوم 21 سبتمبر من عام 622م، أى منذ 1398 عاما، وصل النبى محمد صلى الله عليه وسلم، والصحابى الجليل أبو بكر الصديق، إلى المدينة المنورة، بعدما أذن الله لرسوله الكريم بالخروج من مكة المكرمة إلى المدينة، فيما يعرف بالهجرة النبوية، وكان خروجهما سرًا لا يعلمه إلا بعض الناس.
فعندما أذن الله تعالى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهجرة، ذهب النبى محمد إلى دار أبى بكر، فلما رآه أبو بكر قال: ما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فى هذه الساعة إلا لأمر حدث، حسب ما جاء بكتاب "طريق الهجرة النبوية" لعبد القدوس الأنصارى.
ويقول الكتاب دخل الرسول وطلب الخلوة مع أبى بكر، فقال له أبو بكر: يا رسول الله إنما هما ابنتاى، وفى الجامع الصحيح للبخارى: أنما هم أهلك ـ وكان أبو بكر أنكح عائشة من رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل ذلك ـ وما ذلك فداك أبى وأمى؟ فقال رسول الله: إن الله أذن لى فى الخروج والهجرة، فقال أى بكر: الصحبة يا رسول الله، قال رسول الله "الصحبة"، فبكى أبو بكر من الفرح، ثم قال لرسول الله: إن هاتبن راحلتان قد كنت أعددتها لهذا، فاستأجرا عبدالله بن أرقط أو الأرقط، رجل من بنى الدثل ابن بكر أو من بنى الليث، وكانت أنه امرأة من بنى سهم بن عمرة، وكان مشركًا، يدلهما على الطريق، فدفعا إليه راحلتهما فكانتا عنده يرعاهما لميعادهما.
وكانت الهجرة النبوية سرًا من الأسرار التى أخفى حقيقة أمرها عن قريش والناس جميعًا، فلم يكن يعلم بخروجه صلى الله عليه وسلم حين خرج سوى على بن أبى طالب، وأبو بكر الصديق، وآل أبو بكر، وقد أمر الرسول عليًا أن يتخلف بعده بمكة حتى يؤدى عن رسول الله، الودائع التى كانت عنده للناس، وكان الناس يودعون عنده نفائس أموالهم التى يخشون عليها، لما يعلمون من صدقه وأمانته صلى الله عليه وسلم.