فى مثل هذا اليوم 21 سبتمبر من عام 622م، أى منذ 1398 عاما، وصل النبى محمد صلى الله عليه وسلم، والصحابى الجليل أبى بكر الصديق، إلى المدينة المنورة، بعدما أذن الله رسوله الكريم بالخروج من مكة المكرمة إلى المدينة، فيما تعرف بالهجرة النبوية، ولكن كيف ودع رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة المكرمة قاصدًا المدينة المنورة؟.
نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مكة نظرة وداع حارة، وذلك عندما انطلق الركب يسير باسم الله حين أرخى الليل سدول، وكان القمر هلالا فى مستهل ربيع الأول، فلم يلبث أن اختفى بعيد الغروب، وكسا الظلام مناظر البادية فحجبها عن العيون، وحين أخذ الركب وجهته إلى المدينة، حسب ما جاء فى كتاب "الهجرة إلى المدينة المنورة"، لأمين دويدار.
ثم قال رسول الله : "والله إنى لأخرج منك، وإنى لأعلم أنك أحب أرض الله إلى الله، وأكرمها على الله.. ولولا أن أهلك أخرجونى منك ما خرجت"، وفى رواية أنه قال : "والله إنك لأحب أرض الله إلي، وأحب أرض الله إلى الله، ولولا أن أهلك أخرجونى منك قهرًا ما خرجت"، وفى رواية أخرى أنه قال :"اللهم إنك تعلم أنهم أخرجونى من أحب البلاد إلى، فأسكنى أحب البلاد إليك".
ويقول كتاب "الهجرة إلى المدينة المنورة"، مهما تختلف الروايات، فإنها كلها مجمعة على أنه كان وداعًا حارًا، يقطر حبًا وحنانًا إلى هذا الوطن الحبيب، ويفيض حسرة وأسى على فراقه.