فى ظنى أن كل المهتمين بالسياسة من قريب أو بعيد قرأوا كتاب "صدام الحضارات وإعادة ترتيب النظام العالمى" للأمريكى صامويل همنجنتون، وكل المستمعين للسياسيين والمحللين مر من أمامهم عنوان الكتاب.
وهو بالفعل واحد من الكتب التى أثارت جدلا كبيرا فى العالم، ويتناول حال العالم فى فترة ما بعد الحرب الباردة، التى بدأت فى عام 1991 بعد حل الاتحاد السوفيتى، حيث إن مصطلح الحرب الباردة يعبر عن العلاقات التنافسية بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتى والتى بدأت بعد الحرب العالمية الثانية.
نُشر الكتاب فى العام 1996 وصامويل هنتنجتون وهو باحث سياسى أمريكي، ويقدم هنتنجتون أطروحته الأساسية وهى أن أهم اختلاف بين الشعوب حاليًا هو اختلاف ثقافى، أى أن الحرب ليست عسكرية بل حرب ثقافية بين الحضارات المختلفة، خصيصًا بين المسلمين وغير المسلمين، وينقسم الكتاب إلى خمسة أجزاء يناقش فيها هذه الأطروحة من جهات مختلفة.
ويضم الكتاب خمسة أقسام، تفصل النتائج الطبيعية لهذا الافتراض الرئيسى، فالقسم الأول "عالم الحضارات" يتناول الحقبة الجديدة فى السياسة العالمية وطبيعة الحضارات والعلاقة بينها، أما القسم الثانى "الميزان المتغير للحضارات" فيتحدث عن اضمحلال الغرب قوته وثقافته وصحوة الثقافات غير الغربية.
ويتناول القسم الثالث "نظام الحضارات الناشئ" إعادة التشكيل الثقافى للسياسة الكونية وتلمس الطريق نحو التجمع وبنية الحضارات عارضا لفشل التحول الحضارى ودول المركز والدوائر المتحدة المركز والنظام الحضارى.
وكان أثر الكتاب كبيرا فى كل النظريات والنظم السياسية حتى أن بعض الباحثين يذهبون إلى أن ما نحن فيه الآن من صراع بين الشرق والغرب جزء منه يأتى من الإيمان بما فى ذلك الكتاب.