شهور قليلة وتنطلق بطولة العالم لكرة اليد فى مصر، حيث تشهد البطولة للمرة الأولى مشاركة 32 منتخبا، وهى المرة الثانية التى تستضيف فيها مصر البطولة بعد استضافتها عام 1999، وتستعد البلاد لاستضافة الحدث الكبير بالشكل اللائق لمصر وللمنتخب الذى يعد واحد من المنتخبات القوية فى العالم.
وجاء شعار البطولة الذى يحاكى شكل مفتاح الحياة عند قدماء المصريين، الذى يعد واحد من الأيقونات الفرعونية الباقية إلى الآن.
العنخ أو مفتاح الحياة هو رمز هيروغليفى مصرى قديم كان يستخدم فى الكتابة والفن لتمثيل كلمة "الحياة"، وبالتالي، يعد كرمز للحياة نفسها، غالبًا ما يظهر الرمز فى صورة مادية ويمثل حياة أو مواد مثل الهواء أو الماء، كان شائعًا بشكل خاص فى أيدى الآلهة، أو يتم منحه من قبلهم للفرعون، لتمثيل قوتهم فى الحفاظ على الحياة وإحياء الأرواح البشرية فى الحياة الآخرة. كانت واحدة من الزخارف الأكثر شيوعا فى مصر القديمة واعتمدتها الثقافات المجاورة كعمل فني.
وبحسب الباحثين ينظر إلى مفتاح الحياة على اعتباره أول تعويذة فى المعتقدات المصرية كان قد قدمها الإله الفرعونى "تحوت" إله الحكمة إلى البشر، أتت بالتزامن مع بداية ظهور اللغة الهيروغليفية، فكان أبرز ما شغل تفكير الباحثين فى علم المصريات Egyptology، وأخذ حيزًا كبيرًا فى دراساتهم وتحليلاتهم، بدءاً من تصميمه الذى يبدو على شكل عروة لوزية مثبتة على جسم رأسى قائم، يفصل بينهما جزء عرضى.
وبما أن الأصل الذى استمد منه تصميم هذا الرمز مازال غامضاً ومبهم، فقد اختلفت الآراء حول الهدف منه وتعددت الأقاويل، واتجه البعض إلى الاعتقاد بأنه رمز كونى غير بشرى له ارتباط بالآلهة التى تمنح الحياة والخلود والقوة الخارقة، وفيما يلى أبرز ما قيل فى هذه التميمة.
أطلق عليه علماء المصريات مفتاح الحياة فهو يمثل عنصرى الحياة الذكر والأنثى فى إطار شكلى لائق، ويرمز لحقيقة أن الاتحاد المثمر هو هبة من الله، وأثناء أداء طقوس عباداتهم القديمة كانوا يقربونه من الوجه لكى يمنحوا الإنسان المزيد من الأنفاس التى تكسبه سنوات حياة جديدة سعيًا منهم للخلود الأبدي، وحمل المصريون القدماء مفتاح الحياة كتميمة، إما وحده، أو مع اثنين من الطلاسم الأخرى التى ترمز للقوة والصحة.