تركت الدكتورة رضوى عاشور قبل رحيلها إرثا أدبيًا متنوعًا بين النقد والرواية، لكن تبقى رواية "ثلاثية غرناطة" الصادرة فى طبعتها الأولى عن دار الهلال فى جزئين عامى 1994 و1995، أشهر وأهم أعمالها.
وقد صدرت عدة طبعات للثلاثية كانت الطبعة الأولى عن دار الهلال فى جزئين عامى 1994 و1995 والطبعة الثانية عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر عام 1998 والطبعة الثالثة عن دار الشروق عام 2001 والطبعة الرابعة (طبعة خاصة بمكتبة الأسرة) عن دار الشروق عام 2004 والطبعة الخامسة عن دار الشروق عام 2005، وقد صنفت الرواية ضمن أفضل 100 رواية عربية فى القرن الماضى.
وتدور الأحداث فى مملكة غرناطة بعد سقوط جميع الممالك الإسلامية فى الأندلس، وتبدأ أحداث الثلاثية فى عام 1491 وهو العام الذى سقطت فيه غرناطة بإعلان المعاهدة التى تنازل بمقتضاها أبو عبد الله محمد الصغير آخر ملوك غرناطة عن ملكه لملكى قشتالة وأراجون وتنتهى بمخالفة آخر أبطالها الأحياء على لقرار ترحيل المسلمين حينما يكتشف أن الموت فى الرحيل عن الأندلس وليس فى البقاء.
وتحكى الرواية قصة عائلة عاصرت احداث السقوط على مدى عدة أجيال وما واكبها من أحداث ومشاعر متنوعة فى ملحمة تاريخية فريدة، وفاز الجزء الأول من الرواية (غرناطة) بجائزة أفضل كتاب لسنة 1994، من معرض القاهرة الدولى للكتاب.
ولا تعد ثلاثية غرناطة بالمفهوم الأدبى مجرد رواية خالية، إذ تعد وثيقة أدبية تاريخية، تؤرخ لواحدة من أهم الأحداث الفاصلة فى تاريخ الأندلس، وتقدم عبر سلسلة من الأحداث التاريخية ممزوج بلمسة إبداعية رائعة، رحلة عبر الزمان والمكان، رحلة مفعة بالمشاعر نجحت الروائية الراحلة فى وصفها بلغة جميلة قادرة على التخييل والتجسيد، وكلمات دقيقة بدا واضحا أن المؤلفة اختارتها بعناية شديدة.
تتشابك الأحداث فى الرواية بهدوء شديد يهدف إلى تصوير حياة أهل غرناطة بعد توقيع معاهدة التنازل، فتنقلب الأمور رأسًا على عقب، وهنا يحاول أبو جعفر تعليم حفيدته سلمى اللغة العربية رغم معرفته أن اللغة القشتالية قادمة لا محالة، والكاتبة رضوى عاشور تصوّر عجلة الزمن وكيف دارت الأيام فانقلبت على أهل غرناطة، فأبو جعفر مثلاً عرف الهجرة والنزوح وذاق طعمهما، وبات يحس بمدى فظاعة الحرب.