تمر اليوم ذكرى رحيل الدكتور عبد الصبور شاهين، الذى توفى فى 26 من شهر سبتمبر عام 2010، وذلك بعدما أثار جدلا مرتين، الأول فى الربط بينه وبين قضية الدكتور نصر حامد أبو زيد فى بداية التسعينيات، والثانية بعد صدور كتابه "أبى آدم: قصة الخليقة بين الأسطورة والحقيقة" فى نهاية التسعينيات.
وقد أثار كتاب "أبى أدم" ضجة ودويا هائلا عند صدوره، لدرجة أنه تم رفع عدد من القضايا على المؤلف، وفكرة الكتاب أن سيدنا آدم ليس أول الخلق، ولكن كان هناك خلق قبله، وآدم اصطفاه الله من بينهم.
وقد دافع الدكتور عبد الصبور شاهين عن كتابه فى مناظرة تليفزيونية بأن هدفه الرئيسى من كتابة الكتاب هو تصفية تفسيرات قصة آدم من الإسرائيليات التى يعتمد عليها كثيرا فى تفسير آيات القصة.
ويرى عبد الصبور شاهين أن آدم هو أبو الإنسان، وليس أبا البشر، الذين هم خلق حيوانى كانوا قبل الإنسان، فاصطفى الله منهم آدم ليكون أبا الإنسان، وهو ما أشار إليه الله فى القرآن بـأن (نفخ الله فيه من روحه)، وأباد الله الجنس البشرى فلم يبق منهم إلا آدم، فعدله الله وسواه كما ينص القران (الذى خلقك فسواك فعدلك)، ويستدل الشيخ عبد الصبور بآيات كثيرة على وجود البشر قبل الإنسان، ولكنهم كانوا خلقاً غير معدلين بروح الله، وهو ما دعى الملائكة عندما أخبرهم الله أنه سيخلق آدم لأن يقولوا (أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء)، ويرى عبد الصبور شاهين أن هذا كان قبل أن يصطفى الله آدم ويعدله ويسويه بأن ينفخ فيه من روحه فيصبح عاقلاً ومتحضراً، ومستعدا لحمل الأمانة واستيفاء التكليف، قال الله تعالى: (فإذا سويته ونفخت فيه من روحى فقعوا له ساجدين).
وخلاصة الأمر أن آدم ولد من أب وأم بشريين تطور هو من بعدهما ليصبح أبا الإنسان المميز بالعقل المقيد بالشرائع.