نشاهد هنا رسما توضيحيا يعود لعام 1815 بعنوان "السحرة: خمس شخصيات مظللة"، الرسمة منشورة على صفحة Lindsey Fitzharris على موقع التواصل الاجتماعى تويتر، وكانت العقلية الغربية تعتقد أن السحرة يصعدون إلى السماء على أعواد المكنسة، ويبحرون فى البحر بقشور البيض، ويسافرون على الأرض على شكل أرانب.
وقد ظهرت هذه الصورة للساحرات فى القرون الوسطى، وهى ما اعتمدت عليها قصص الأطفال الكثيرة التى انتشرت فى القرن التاسع عسر وفى القرن العشرين، وحتى الآن، كذلك ظهرت فى الأفلام السينمائية المأخوذة عن الكتب والروايات، ولعل أعمال هارى بوتر، نموذح واضح لذلك.
ومما يذكر فى هذا الشأن، ما كان يحدث فى العصور الوسطى، حيث تم قتل العديد من النساء بدعوى أنهن يمارسن السحر، وظهرت عملية ما يسمى "مطاردة الساحرات" وهى عملية بحث واضطهاد الأشخاص الذين يشتبه بكونهم يمارسون السحر أو الشعوذة من قبل الكنيسة الكاثوليكية بداية ثم البروتستانتية متحدتين فى السلطة المؤقتة، وغالبا ما انطوت على ذعر أخلاقى وهستيريا جماعية وحتى إعدامات بدون محاكمة، والمحاكمات لم تكن سوى مهزلة، مغطاة بمظهر الاستجواب وفى الواقع كانت فى اتجاه واحد.
وبدأت الفترة الكلاسيكية لمطاردة الساحرات فى أوروبا أوائل العصر الحديث أو حوالى ما بين عام 1450 إلى 1700، مرورا باضطرابات الإصلاح وحرب الثلاثين عاما ما أسفر عن الآلاف من عمليات الإعدام، ويصل عدد ضحايا مطاردة الساحرات بين 40 إلى 60 ألف.
