الحضارة المصرية القديمة مليئة بالكنوز التى تجذب أنظار الشعوب فى مختلف دول العالم، ومن بين تلك الكنوز التوابيت الفرعونية التى يتم اكتشافها فى مصر تباعًا وخصوصًا خلال السنوات القليلة الماضية، حث تهتم الدولة المصرية بتوفير جميع الإمكانيات لاستمرار أعمال الحفائر، لاستخراج الكنوز المصرية من باطن الأرض، وتعمل وزارة السياحة والآثار على خروج القطع بشكل علمى سليم، وقد شاهدنا توابيت خبئيه العساسيف ومؤخرا توابيت منطقة سقارة، ومن قبلها بزمن كان اكتشاف تابوت الملك الذهبى توت عنخ آمون، الذى يتم ترميمه فى الوقت الحالى بمركز الترميم بالمتحف الكبير، تمهيدًا لعرضه وقت افتتاح المتحف فى 2021، ولكن هناك توابيت أخرى مذهبة تم العصورعليها من قبل وهى لـ "يويا وتويا" الموجودة فى المتحف المصرى بالتحرير.
وكان لـ "انفراد" جولة داخل المتحف المصرى بالتحرير لرصد مقتنيات يويا وتويا داخل قاعة عرض الجناح الشرقى بالمتحف المصرى بالتحرير.
وتحتوى المجموعة الأثرية لتويا ويويا على 214 قطعة، عبارة عن مومياء تويا ويويا وتوابيتهمها، كما تضمنت بردية يويا التى تضم تعويذات من كتاب الموتى فى ممرالمقبرة، ويبلغ طولها 20 مترا، كما تضمنت المجموعة الجديدة التابوت الآدمى الخارجى لتويا والتابوت الأوسط ليويا، ومن ضمن المجموعة صندوق كانوبى لتويا، وهو مزين بزخرفة ذهبية، والتابوت المستطيل الخارجى ليويا.
وتعود أصول يويا إلى مدينة أخميم، حيث كان ينتمى إلى طبقة النبلاء وكان أحد رجال الجيش، فضلاً عن عمله كاهنًا للإله "مين" المعبود الرئيسى فى أخميم. شغل يويا عدة مناصب مهمة فى القصر، مثل المشرف على الخيول، كما قد يشير لقبه "والد الإله" إلى دورة المتميز بصفته حما الملك.
وحملت تويا العديد من الألقاب الدينية، فضلاً عن لقب "أم الملكة الزوجة العظيمة للملك"، وهو اللقب الذى اعتزت به كثيرًا، وسجلته مرارًا وتكرارًا على توابيتها ومقتنياتها.
وحظى كل من يويا وتويا بمكانة رفيعة أبرزتها مقبرتهما فى وادى الملوك بالبر الغربى بالأقصر، هذا المكان الذى كان مخصصًا فقط لمقابر الملوك.
وشملت كنوز مقبرة يويا وتويا آثارًا تعبر عن الحياة اليومية، مثل العجلة الحربية ليويا، والأثاث الجنائزى الرائع من أسرة وكراسى وصناديق لحفظ الحلى مصنوعة من الخشب المذهب والمطعم بالقيشانى والعاج والأبنوس، بالإضافة إلى أوانى من الألابستر والحجر الجيرى الملون.