صدرت حديثا مجلة "الفكر المعاصر" الفصلية فى عدد يوليو/سبتمبر 2020، التى تصدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة تحرير الدكتور رمضان بسطاويسى، مصدرة بملف من إعداد وتحرير الدكتور حاتم الجوهرى بعنوان"الظاهرة الحضارية الآن: محددات القوة والتدافع للمستقبل".
يتكون الملف من تسع أوراق بحثية من مصر والعراق واليمن والجزائر، معظم الأوراق جاءت عبر الاستكتاب ومن خلال النقاش والحوار حول موضوع الملف لمدة ناهزت الأربعة أشهر، بما جعل الملف أشبه بحلقة بحثية تفاعلية وتجربة علمية نقدية ثرية تراجع الآنى وتبحث فى رصف الطريق للمستقبل، كما وصف الأمر حاتم الجوهرى فى تقديمه للملف بالمجلة.
وضمت الأسماء التى شاركت بالملف: الدكتور عمر كامل حسن من العراق، الدكتور محمد خليفة حسن من مصر، الدكتور قاسم المحبشي اليمن، الدكتور سيد فارس مصر، الدكتور أريج البدراوى زهران مصر، الدكتور عبد القادر بخوش الجزائر، حاتم الجوهري مصر "حيث شارك بورقة ضمن الملف"، الدكتور حاتم الصكر العراق، الدكتور خالد أبوالليل مصر.
وحملت الأوراق البحثية التى شاركت فى الملف العناوين التالية: "محددات التدافع الحضارى بين الهوياتى والبرجماتي: رؤية استشرافية"- "التنوع الحضارى وأثره على محددات الحوار والتلاقي"– "صدام الحضارات أم حوارها: دراسة نقدية للمفاهيم"–"الكزموبوليتانية والحضارة: دراسة فى قوة الثقافة الناعمة"– "النموذج الإسلامى واستشراف المآلات الحضارية: مالك بن نبى أنموذجا" - "مستقبل الإنسانية وجدل الحضارة والثقافة"– "المقاربات النقدية فى السياق الحضاري: التحولات والدلالات"–"الحضارة والتراث: سياسة ثقافية جديدة لإعادة التوظيف" -"الحكاية الشعبية مدخلًا حضاريا مشتركا بين الشعوب"
وفى تقديمه للملف قال الجوهرى: "لماذا هذا الملف الآن !؟ يمر العالم حاليا بمرحلة تحولات وتغيرات حضارية وثقافية جذرية، ليس بسبب جائحة "كورونا" فقط إنما لأنها تواكبت مع عدة متغيرات على الساحة الدولية، أبرزها الحرب التجارية التى كان "ترامب" الرئيس الأمريكى قد أشعلها مع الصين، ومشروع "البريكست" لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي، وعلى الصعيد الإقليمى جاءت الجائحة فى وقت ازداد التدافع فيه بين القوى الدولية والفواعل العربية والمحلية، وكأن العالم يبحث عن إعادة تشكيل خارطته الاقتصادية والسياسية من جديد، مما يجعل المفاهيم الحضارية والإنسانية التى استقرت فى الفترة الماضية موضعا للبحث والدراسة لاستشراف السبيل للمستقبل.."
وختم الجوهرى مقدمة الملف قائلا: "أخيرا أرجو أن نكون قدمنا فى هذا الملف بعض ما يواكب اللحظة الحضارية الصعبة التى يمر بها العالم، والمنطقة العربية على وجه الخصوص، وكلنا أمل فى يفتح الملف الطريق للمزيد من الاهتمام بالدراسات المستقبلية والحضارية والثقافية، وبناء النماذج المعرفية التطبيقية، ودراسة "أنماط التدافع" الإقليمية والدولية، ومكونات "مستودعات الهوية" المختلفة ومحددات البحث عن المشتركات الخاصة بها، وكذلك محددات تفجير وإثارة التناقضات فى تلك المستودعات، وما هو الحد الأدنى والحد الأقصى الممكن وضعه كسيناريو مطروح على صانع القرار فى ملف ما؟ وما هى المآلات الممكنة فى كل ملف وفق تصورات التباديل والتوافيق الخاصة به؟ وكيف يمكن وضع مقاربات وسيناريوهات وفق واقع عناصر القوة العربية الحضارية الحالية والكامنة؟ لتخرج الدول العربية من هذه الظرفية التاريخية واستحقاقاتها، أكثر قوة وانتصارا على التحديات الوجودية والمعرفية والحضارية التى تواجها."