تعرف السلفية على أنها اسم لمنهج يدعو إلى فهم الكتاب، والسنة بفهم سلف الأمة، والأخذ بنهج وعمل النبى محمد صلى الله عليه وسلم، وصحابته الكرام، والتابعين، وتابعي التابعين باعتباره يمثل نهج الإسلام، وهو المصطلح الذى ظهر بقوة على الساحة بعد ثورة 25 يناير وخروج الجماعات والأحزاب الدينية.
وتردد اسم السلفية المعاصرة فى الآونة الأخيرة بعددما توفى الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق مؤسس السلفية المعاصرة ومنظرها، صباح يوم الثلاثاء الماضى، وسيدفن بمقبرة الصليبيخات بدولة الكويت، وفقا لما أعلنته صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى.
الشيخ عبد الرحمن بن عبد الخالق اليوسف ولد بمحافظة المنوفية بمصر عام 1939م، وحصل على العالمية من كلية الشريعة بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، عمل مدرسا بمدارس الكويت من 1965م إلى 1990م، وعمل في مجال البحث العلمي بجمعية إحياء التراث الإسلامي بالكويت وقد صدر مرسوم أميري بتاريخ 31 أكتوبر عام 2011 بمنحه الجنسية الكويتية.
والسلفية اليوم غير السلفية القديمة بل هي غير سلفية الشيخ محمد بن عبد الوهاب عند من يرون أن مبتدأ التيار السلفي المعاصر كان بدعوته، فالسلفية اليوم تطورت عن الجماعة التي أنشاها الشيخ محمد بن عبد الوهاب حتى غدت سلفيات مختلفة فيما بينها جلها يدعى وصلًا به على الرغم من أن الأمر فيما بين كثير من مكوناتها تجاوز حد التناقض وصولًا إلى التكفير.
وبحسب المصادر السلفية، إذا أردنا أن نطوف في عجالة على السلفية المعاصرة فإننا نجد هذا المصطلح يشتمل اليوم على كل من: السلفية العلمية التقليدية؛ وهي سلفية محافظة تقوم على العمل العلمي الشرعي والنشاط الدعوي، وهي مدارس متعددة تتنوع بين السلفية الفقهية ويتزعمها الشيخان ابن باز وابن عثيمين، والسلفية الحديثية ويتزعمها الشيخ ناصر الدين الألباني، ولعل الشعار الأبرز الذي يرتبط بهذه السلفية هو التوحيد ومحاربة البدع والشركيات.
والسلفية الجامية المدخلية؛ وتنسب إلى الشيخ محمد أمان الجامي والشيخ ربيع بن هادى المدخلي، وهي تيارات متشاكسة انشق بعضها عن بعض لكنها تحتفظ بتوجهات واحدة في المواقف السياسية ابتداء من السعودية وصولا إلى ليبيا مرورا بمصر واليمن، والشعار الأكثر دلالة على هذه السلفية هو "طاعة ولى الامر" ويعني الطاعة المطلقة والانقياد التام للحاكم والذود عنه مهما كان مستبدا أو طاغية أو ظالما.
وعموم من يتحدث عن السلفية المعاصرة يركز على كونها "نصوصية" دون تفكيك لحقيقة التعامل المختلف بين المدارس السلفية مع النص مما يسوغ ويشجع على التقييم الموحد لمختلف هذه السلفيات المتناقضة؛ فيكون تقييما مجافيا للصواب.
وأخيرا، فإن إطلاق حكم عام واحد على السلفية المعاصرة اعتمادًا على مرجعيتها الاعتقادية الواحدة أو التشابه فيما بينها في المصادر الشرعية، غير منهجي وغير صحيح، وإنما ينبغي تفكيك المكون إلى أفراده، وتحرير الموضع وتحديد القسم والمدرسة المراد تناولها، وتحديد نوع السلفية عند الحديث وإطلاق الحكم والتقييم.