واحدة من أهم وأشهر الروايات المصرية التى جسدت لفترة الاحتلال، ومأساة الفلاحين فى الريف المصرى فى تلك الحقبة، وتعد ملحمة أدبية خالدة هى رواية "الأرض" للأديب الكبير عبد الرحمن الشرقاوى، الصادرة لأول مرة عام 1954، واعتبرها العديد من النقاد النموذج الأبرز لمذهب الواقعية الاشتراكية.
و"الأرض" هى ملحمة عبد الرحمن الشرقاوى الخالدة، فأبطالها يسكنون ذاكرتنا جميعا، حيث أضافت الأرض كثيرًا إلى الرواية العربية واعتبرها العديد من النقاد النموذج الأبرز لمذهب الواقعية الاشتراكية، قدم فيها "الشرقاوى" القرية المصرية ــ ولأول مرة ــ بعيدا عن النظرة الرومانسية التى صورتها جنة زاهية، ليضع أيدينا على ما كان يصيب الريف وناسه من تناقضات الإقطاع والاحتلال والفساد، التى وصلت بهم إلى حدود الصراع من أجل البقاء.
وربما ما يميز هذا العمل أيضا، واقعيته وتصوره للإنسان المصرى، فبحسب ما يقول الدكتور كمال القاضى، فى كتابه "نصوص موازية"، رواية الأرض تتشابه من حيث واقعيتها مع ما كتبه نجيب محفوظ عن الحارة، الاثنان يرمزان إلى الوطن وينقلان صورة حية لارتباط الإنسان المصرى بمواطنه الذى يمثل جزءا أصيلا من تكوينه وتراثه، فالأرض عند عبد الرحمن الشرقاوى تعادل بالنسبة للفلاح الحياة وفقدانها هو الموت أو النفى.
تتمحور رواية الأرض للأديب الكبير عبدالرحمن الشرقاوى منذ بدايتها حول ثلاث شخصيات رئيسية وهم «عبدالهادى ومحمد أبو سويلم ووصيفة»، وعدة شخصيات ثانوية هم «محمد أفندي، وخضرة، وعلواني، والشيخ يوسف، والشيخ الشناوي، والعمدة ودياب، وشيخ البلد، ومحمود بك، والمأمور، والناظر حسونة، إضافة إلى الشيخ شعبان الذى يظهر فى الثلث الأخير من الرواية والذى يغيب بعد أن يؤدى الدور الذى وجد لأجله فى الرواية لدفع الأحداث فى منطقة معينة رغم عدم تمهيد المؤلف لظهوره من البداية والذى جاء مباغتًا، وكذا الشاويش عبدالله، وصول البندر، وعم كساب سائق العربية الحنطور».
وخلال صفحات الرواية نتعرض لأكثر من صورة من صور للفلاح، فهو المجاهد لأجل نصرة بلاده والفاعل فى الحياة السياسية فى ثورة ١٩١٩ وهو المناضل ضد الاحتلال الإنجليزي، وهو المدافع عن أرضه حتى آخر قطرة دم فى وريده، فهو محمد أبو سويلم الذى حارب فى صفوف الجيش وهو لا يعرف من يحارب ولماذا يحاربهم، وإنما لبى نداء الوطن والواجب دون أن يسأل عن أسباب، وهو عبدالهادى الذى سارع لإنقاذ جاموسة شعبان رغم الحرب الضروس التى دارت بينهما، وهو من تصدى للحكومة التى حرمت الأرض من المياه، وهو محمد أفندى الذى دفع ماله عن طيب خاطر لحل أزمة المياه دون أن يُعلم أحدًا من أهل القرية.