اقتحمت عناصر من قوات الاحتلال الإسرائيلي مصلى باب الرحمة فى المسجد الأقصى، الأحد، ونشرت وسائل إعلام محلية صورًا لجنود الاحتلال يتجولون داخل مصلى باب الرحمة مرتدين الأحذية دون مراعاة لقداسة المسجد، وتجولوا في مرافقه والتقطوا الصور قبل أن ينسحبوا، وذلك بالتزامن مع قيام مستوطنين بتأدية طقوس تلمودية على أحد الأبواب الغربية للمسجد الأقصى.
وسمى هذا الباب لدى الأجانب بـ"الباب الذهبى" لبهائه ورونقه ويقع على بعد 200 م جنوبى باب الأسباط فى الحائط الشرفى للسور ويعود هذا الباب إلى العصر الأموى، وهو باب مزدوج يعلوه قوسان ويؤدى إلى باحة مسقوفة بعقود ترتكز على أقواس قائمة فوق أعمدة كورنثينة ضخمة.
ولـ باب الرحمة أهمية كبرى لدى أصحاب الديانات الإبراهيمية الثلاثة، حيث يضم "مصلى الرحمة"، ويقع المصلى داخل باحات الحرم، وهو عبارة عن مبنى مرتفع يتم الوصول إليه عبر درج طويل من داخل المسجد الأقصى، وهو المدخل الداخلى لبوابتى الرحمة جنوباً والتوبة شمالاً المغلقتين منذ قرون، وتشكلان بوابة تقع فى بطن السور الشرقى للمسجد الأقصى أى أنها واحدة من بوابتين اثنتين فقط كانتا تستخدمان للوصول إلى المدينة من هذا الجانب الذى يوصل إلى باحات الحرم الشريف مباشرة من خارج أسوار المدينة وتبلغ ارتفاعها 11.5 م.
أما تاريخ بناء المصلى فمختلف عليه ولا يُسمح بأى عمل أثرى فى حجرته الداخلية، لكن معظم الآراء تشير إلى أنه بنى فى أواخر المرحلة البيزنطية أو أوائل المرحلة الأموية، وتوافد المسلمون على هذا الباب باعتباره أقيم على باب "الجنة" مجازاً.
ويرجع المسلمون عموماً بناء الباب للعصر الأموى، كما يربطه بعض علماء المسلمين بسورة الحديد: "فضُرِبَ بينهم بسورٍ له بابٌ باب باطنُه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب". كما يشير كثير من علماء التفسير إلى أن المسلمين توافدوا دائما على هذا الباب باعتباره أقيم على باب "الجنة" مجازاً.
ويعتقد اليهود أن المسيح المنتظر سيدخل من باب "الرحمة"، وأنه كان المدخل الرئيسى للهيكل. ويعرف الموقع باسم باب الرحمة أيضا فى العقيدة اليهودية، وهناك اعتقاد بأنه خلال فترة الهيكل الأول (586 قبل الميلاد) كان المدخل الرئيسى لمنطقة الهيكل من الجهة الشرقية، كما يعتقد اليهود بأن المسيح المنتظر سيدخل منه إذ لا يؤمن اليهود بأن المسيح قد جاء.
وهناك روايات تتحدث عن صلاة اليهود فى العصور الوسطى عند البوابة طلبا للرحمة عندما لم يسمح لهم الصليبيون بالدخول إلى المدينة، حيث يقع الحائط الغربي، ولهذا سمى بباب الرحمة.
ويعتقد المسيحيون بأنه المكان الذى دخل منه المسيح عندما جاء إلى القدس، ويحتفل بذلك فى عيد "أحد الشعانين". ويطلق المسيحيون عليه اسم الباب الذهبى ويؤمنون بأن المسيح سيدخل منه فى آخر الزمان ولا تختلف معتقداتهم كثيراً عن اليهود فى ما يتعلق بباب الرحمة، ولكن نقطة الاختلاف الجوهرية بينهم وبين اليهود هى أنهم يعتبرون أن المسيح ظهر بالفعل، وأنه قتل صلباً وأنه سيعود فى آخر الزمان للمرة الثانية.