تمر اليوم الذكرى الـ438 على بدء العمل بالتقويم الجريجورى، ويسمى بالتقويم الجريجورى نسبة إلى البابا جريجوريوس الثالث عشر بابا روما فى القرن السادس عشر الذى قام بتعديل نظام السنة الكبيسة فى التقويم اليوليانى ليصبح على النظام المتعارف عليه حاليًا، وهو التقويم الميلادى المستعمل فى عدد كبير من دول العالم، وذلك فى 5 أكتوبرعام 1582.
وبحسب كتاب " الأهلة والمواقيت" تأليف عماد مجاهد، فإن الرومان لم يعرفوا قديما عدد أيام السنة الشمسية بدقة، لدرجة أن الفصول كانت تأتى متأخرة فى موعدها بشكل واضح خلال سنوات قليلة، فاعتمدوا التقويم القمرى فى تقويمهم، إلا أن هذه التقويم زاد لديهم المشكلة، واصبحت فى ازدياد نظرا لاستغلال رجال الدولة الفارق بين السنتين الشمسية والقمرية من أجل تحقيق مصالحهم الشخصية.
وبقيت هذه المشكلة حتى طلب الامبرطور الرومانى يوليو قيصر من الفلكى السكندرى "سوسيجين" أن يجرى إصلاحا للتقويم الرومانى المضطرب، وبعد عمل شاق استطاع سوسيجين أن يجد الحل المناسب، فقد جعل أيام السنة الشمسية مساوية للقمرية وذلك بإضافة 11 يوما للقمرية وهو الفارق بينهم، أما الفارق البسيط وهو وجود ربع يوم بين السنتين، فقد جعل السنة الرابعة 366 يوما أى بزيادة يوما كاملا كل أربع سنوات بحيث يغطى فارق اليوم.
ونتيجة التقويم الرومانى القديم، أخذت الفصول تتأخر بمقدار 80 يوما، فزاد سوسيجين على 708م 80 يوما إضافية حتى تصبح الفصول تحدث فى موعدها، ثم أضاف شهرا كاملا فى مطلع سنة 709م، واعطاه اسم "يناير" وجعل عدد أيامه 31، وأضاف شهر جديد وهو فبراير وعدد أيامه 29 وفى السنة الكبيسة 30.
واعتمد سوسيجين أسماء الشهور بحيث تكون الشهور ذات الترتيب الفردى مثل الشهر الأول أو الثالث أو الخامس فى السنة 31 يوما، أما الشهور ذات الترتيب الزوجى مثل الرابع أو السادس 30 يوما.
لكن هذا التقويم طاله التلاعب من قبل الكهنة والقياصرة، فجعلوا بعض الشهور التي سميت على أسماء قياصرتهم 31 يوما على حساب الشهور الأخرى، وكان عد السنين يبتدأ من سنة تأسيس مدينة روما عاصمة الإمبراطورية.