من الكتب التى تناقش موضوعا حيويا يهم الجميع كتاب "التكفير فى خطاب الإسلام السياسى" لـ عمّار بن حمّودة، والصادر عن مؤسسة مؤمنون بلا حدودة.
يقول الكتاب:
قد آن الأوان ليفكّر الباحثون والجامعيون فى استراتيجية خطاب جديدة حول الإسلام السياسى تتخلّى عن التعقيدات الأكاديمية، ولكن دون الإخلال بالمعرفة والسقوط فى الإسفاف والتبسيط المخلّ، فى الآن نفسه، للوصول إلى أكبر عدد ممكن من الناس، وتكشف لهم، بخطاب سهل ومباشر وعلمى أيضاً، مخاتلات الإسلام السياسى عبر تفكيك مفاهيمه وقواعده النظرية والمعرفية.
إنّ هذا التصور، فى تقديرنا، هو من أصعب ما يمكن للباحث الإقدام عليه، فليس من السهل مطلقاً تبسيط المعرفة، وتفكيك المعقد، وتحريك ما يعدّ ثابتاً فى أذهان عامّة الناس وفى عقول غير المتخصصين، ولكن كذلك مواجهة من هم محسوبون على المجموعة العلمية، ولكنهم يخدمون مقولات الإسلام السياسى عبر تغليف ما يكتبون وينشرون ويذيعون بغلاف علمى أكاديمى خدمة لدوائر سياسية غدت معروفة اليوم.
إنّ مثل هذا المشروع لن يخترع إشكاليات جديدة للبحث فيها، بل تكمن طرافته الأساسيّة فى طريقة مقاربة الإشكاليات والمفاهيم، والوقوف على الخلفيّات والدوافع الكامنة وراء خطابات تيّارات الإسلام السياسى بمختلف تنويعاتها فى مجالات السياسة والدين والمجتمع والثقافة والاقتصاد.
والمؤلف عمّار بن حمّودة باحث تونسى، حاصل على الدكتوراه فى اللغة والآداب والحضارة الإسلامية، تخصّص حضارة، عضو وحدة البحث فى "المتخيّل" بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بصفاقس.
له مجموعة من البحوث والمقالات المنشورة فى كتب جماعيّة ومجلّات محكّمة، وصدر له كتاب "أثر المعتزلة فى الفكر الإسلامى الحديث" عن مؤسسة مؤمنون بلا حدود والمركز الثقافى العربى 2014 وكتاب "صدام الحريّة والمقدّس آفاق التأويل وسلطة التكفير" 2017.