تمر اليوم ذكرى رحيل المناضل الشهير أرنستو تشى جيفارا، الذى أعدم غدرا على يد أعدائه، بعد يوم واحد من وقوعه فى الأسر فى بوليفيا، مات جيفارا فى 9 أكتوبر من عام 1968، لكنه ظل خالدا، ذهبت أسماء من قتلوه إلى النسيان وظل اسمه خالدا، وقد ساعد الشعر على بقائه أيقونة فى العالم.
نعرف جميعا قصيدة "جيفارا مات" التى كتبها الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم، وتغنى بها الشيخ إمام، وحفظها كل مناضلى عالمنا العربي، وكل المتعاطفين مع جيفارا.
لكن هناك قصائد أخرى قيلت فى رثاء البطل الأرجنتينى المولد، الأممى التوجه، الذى دفع حياته ثمنا لأفكاره الصادقة:
قصيدة الشاعر عبدالوهاب البياتى
فى زمن المنشورات السرية
فى مدن الثورات المغدورة
جيفارا العاشق فى صفحات الكتب المشبوهة
يثوى مغموراً بالثلج و بالأزهار الورقية
قالت و ارتشفت فنجان القهوة فى نهم
سقط الفنجان لقاع البئر المهجور
رأيت نوارس بحر الروم تعود
لترحل نحو مدار السرطان
و نحو الأنهار الأبعد
ورثته الشاعرة كوليت مانى:
"حين يشتعل الجمر"
كنا سبعة عشر شخصاً تحت قمر صغير
كانت المسيرة خطرة
إرنستو تشى جيفارا
حين يشتعل الجمر
علينا ألاّ نرى سوى الضوء
إرنستو تشى جيفارا
ثلاثون يوماً بين ريح
السييرا و غيومها
خلفنا البحر و السهول
و أمامنا حقول الأرز
الأشواك ، الغبار ، اللسعات
و الريح
ليس جلدنا إلاّ معطف الشقاء
احرق حقول القصب
حين يشتعل الجمر
علينا الاّ نرى سوى الضوء
إرنستو تشى جيفارا
مضى على ذلك اثنتا عشرة سنة فى مرفأ توكسبان
كانت النيران مطفأة و من الجرانما
كانت الصرة تخرج إلى الأبدية
عطر الورقة الكوبية
حين يشتعل الجمر
علينا ألا نرى سوى الضوء
إرنستو تشى جيفارا
ثمة أراضٍ أخرى فى هذا العالم
تطلب بقوتى المتواضعة
أترك لكوبا القسم الأطهر
من آمالى فى البناء
و الإغراء من بين الكائنات
التى أحبها
التشريفات انها تربحني
حين يشتعل الجمر
علينا الاّ نرى سوى الضوء
إرنستو تشى جيفارا
اضرب اليانكى بقسوة
يا أخى فى جواتيمالا ، و فى كولومبيا
فى فنزويلا
اضرب اليانكى بقسوة
يا أخى فى بوليفيا ، فى البرازيل
اضرب اليانكى بقسوة
حين يشتعل الجمر
علينا الاّ نرى سوى الضوء
إرنستو تشى جيفارا
لا يهم المكان الذى سيفاجئنا الموت فيه
ليكن قدومه سعداً
شرط أن يكون طلبنا مستجاباً
فى أن تمتد أيادٍ أخرى
لتلتقط السلاح