فى يوم 10من شهر أكتوبر سنة 732 ميلادية الموافق 114 هجرية نشبت معركة شهيرة نسميها فى تاريخنا العربى "بلاط الشهداء" ويسميها الأوربيون معركة "تورز" ويطلق عليها آخرون "بواتييه"، وقعت فى جنوب فرنسا بين المسلمين بقيادة والى الأندلس "عبد الرحمن الغافقى" من جهة، وقوات الفرنجة والبورجنديين بقيادة شارل مارتل من جهة أخرى.
كانت البداية لـ صالح المسلمين لكن بعد ثلاثة أيام من المعركة هُزم المسلمون واستشهد القائد الغافقى، وقال المؤرخ "توينبى" إنه لو قدر للمسلمين الانتصار فى "تورز" لكنا نحن اليوم مسلمين.
وذكر المؤرخ "فيكتور ديفيس هانسون" أن معركة بلاط الشهداء كانت السد المنيع لصد الفتح الإسلامى الذى كان سيصل لوسط وقلب أوروبا.
بدأت أحداث المعركة بعد رغبة المسلمين فى مواصلة الفتوحات، وبدأت التخطيطات لفتح إسبانيا وفرنسا تمهيدا لفتح القسطنطينية.
المصادر الإسلامية أطلقت على المعركة اسم "بلاد الشهداء" لكثرة من استشهد فيها من المسلمين ويقدر عددهم بعشرة آلاف، والبلاط إما نسبة إلى الطريق المرصوف الذى جرت المعركة عنده، وإما نسبة إلى التبالط بالسيوف.
وعبد الرحمن الغافقى قائد معركة بلاط الشهداء، هو تابعى جليل، يُدعى بأبى سعيد، واسمُه عبد الرحمن بن عبد الله الغافقى، من قبيلة عكّة، ويمني الأصل تعلّم القرآن الكريم والحديث الشريف عن مجموعة من الصحابة على رأسهم عبد الله بن عمر رضى الله عنهما.
وفى كتابه "ظهر الإسلام" الجزء الثالث يذكر أحمد أمين موقعة "بواتييه" فيقول: "كانت موقعة بواتييه موقعة فاصلة بين العرب المسلمين فى الأندلس والفرنجة فى أوروبا، إذ لولا هزيمة المسلمين لتقدّموا حتى فتحوا أوروبا كلها. واستفاد الفاتحون مما يرون من أخلاق وعادات وفنون، واستفاد الأوروبيون من دين العرب ولغتهم وعلمهم".