يستحق المفكرون الذين يشغلون أنفسهم بحضارات الآخرين مزيدا من الاحترام، ومن ذلك المفكر الإيطالى ماسيمو كامبانينى، الذى رحل منذ أيام قليلة، وهو أستاذ بجامعتى نابولى وتورونتو، مما يحسب له أنه عندما جاء إلى مصر لدراسة التاريخ الفرعونى، أسره الإسلام، فاعتنقه وقضى حياته بعد ذلك دفاعا عن تاريخ الإسلام وحضارته.
وماسيمو كامبانينى من مواليد ميلانو بإيطاليا ولد فى الثالث من نوفمبر 1954، وهو متخصص في تاريخ البلدان الإسلامية، وقد عمل أستاذًا بكلية الدراسات العربية الإسلامية والمتوسطية جامعة نابولى من 2006 إلى 2011، له دراسات متعددة حول تعليقات ابن رشد على أرسطو 1999 وعن ابن خلدون 2009 ومحمد عابد الجابري 2015 ودراسات قرآنية 2017 والإسلام السياسي في أوروبا 2017 .
وقد ركز "كامبانينى" فى أعماله البحثية على 4 محاور، بدءا من الدراسات القرآنية، والفلسفة الإسلامية في العصور الوسطى والمعاصرة، إلى الفكر السياسى الإسلامى، والتاريخ المعاصر للدول العربية، مع اهتمام خاص بالحركات الإسلامية والاشتراكية.
وفي الفلسفة الإسلامية ساهم عبر ترجمة مختلف أعمال علماء الإسلام "الكلاسيكية" مثل الغزالى (ت: 505هـ/1111م)، والفارابي (ت: 339هـ/ 950م).وفي سياق الدراسات السياسية المعاصرة سلط الضوء على دور النخب العسكرية في تشكيل دول الشرق الأوسط ما بعد الاستعمار، وقضايا العلاقة بين الإسلام والديمقراطية.
وفي السنوات الأخيرة، كثّف العمل في دراساته القرآنية، محاولًا تقديم مقاربة فلسفية للتفسير القرآني في اتجاه أسماه "علم القرآن الفلسفي"، أي دراسة القرآن ليس فقط من خلال أدوات الفلسفة، ولكن ككتاب فلسفي، كما يرى.