أعلنت جائزة كتارا الأدبية، اليوم، عن أسماء الفائزين بجائزتها فى دورتها السادسة، ومن الملاحظ خلال السنوات الماضية أن الكتاب المصريين ما عدا الدورتين الأولى والثانية، لم يعودوا يشاركون فى الجائزة بالصورة المرجوة، ومن هنا لم نعد نجد أسماء المبدعين المصريين الكبار فى الجائزة.
وقد حاولت الجائزة، منذ البداية، أن ترتبط بتاريخ مصر الثقافى، لذا أخذت قرارا بأن يكون يوم إعلان الجائزة هو 13 أكتوبر من كل عام، ذكرى حصول الأديب الكبير نجيب محفوظ على جائزة "نوبل" فى الأدب، لكن بعدما أخذت دولة قطر موقفًا عدائيًا من مصر بعد سقوط تنظيم الإخوان وقيام "الدوحة" بحمايتهم بصورة مبالغ فيها، وراحت تهاجم مصر طول الوقت، تراجع عدد كبير من الكتاب والمثقفين عن التقدم للجائزة.
لكن يبدو أن الجائزة لم تتقبل هذا القرار المصرى بسهولة، لأن الوجود المصري مهم وضروري، لكن ما الحيلة والذين يتقدمون للجائزة عادة ليسوا على المستوى المنشود؟
فى هذه الحالة لم يجد القائمون على الجائزة سوى البحث عن "المتشابهات" والمقصود بها هنا ليس "التشابه الفنى" كأن يجدون كاتبا يكتب على طريقة نجيب محفوظ مثلاً أو محمد المنسي قنديل أو إبراهيم عبد المجيد، بل لجأوا إلى تشابه غريب هو تشابه الأسماء.
فى الدورة السادسة، التى أعلنت، اليوم، نجد أن المصري الفائز فى فرع الرواية المنشورة اسمه "محمد المخزنجي" وروايته اسمها "الرديف"، والسؤال هو: عندما تسمع اسم محمد المخزنجي من الشخص الذي سيقفز إلى ذهنك؟
الإجابة: الكاتب الكبير محمد المخزنجي، المعروف بمجموعاته القصصية ومنها "رشق السكين، وأوتار الماء" وكتاباته الأخرى المتعددة.
لكن بعد الصدمة الأولى عندما ننظر إلى الصورة سنفاجأ بأنها لا تنتمى إلى الكاتب الكبير محمد المخزنجي، ثم سنتذكر أن شهرة محمد المخزنجي هي مجموعاته القصصية وليس فن الرواية، وبالبحث على صفحة جوجل سنكتشف أن محمد المخزنجي الفائز بجائزة كتارا هو كاتب شاب يؤلف روايات رعب، والتى قد تجد صدى لدى الفتية والشباب.
بالطبع، لا نريد أن نقلل من الكاتب الشاب محمد المخزنجي، فأنا لم أقرأ له بعد، لأنه للأسف لا يستهوينى أدب الرعب، لكن لا أبرئ الجائزة التى تسعى بكل الطرق إلى لفت الانتباه فى السنوات الأخيرة، متوقعة أننا عندما نقرأ اسم محمد المخزنجي سوف نشب على أطراف أقدامنا لنقرأ الخبر.