عقد المجلس الأعلى للثقافة، بأمانة الدكتور هشام عزمى، الندوة الثالثة من سلسلة مبادرة "علاقات ثقافية" التى أطلقتها وزارة الثقافة تحت مظلة المبادرة الأم "الثقافة بين إيديك" التى دشنتها الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة منذ بضعة أشهر، وتواكبت مع بدايات انتشار جائحة كورونا.
وأشار الدكتور هشام عزمى، إلى أهمية العلاقات الثقافية بين البلاد، وأنها قيمة بحد ذاتها مضافة إلى الثقافة الإنسانية، ووتقام تلك الندوة تزامنًا مع احتفال دولة كولومبيا بعيدها الوطنى الذى يحل يوم السادس عشر من أكتوبر، تدعيمًا للروابط الثقافية مع هذه الدولة الصديقة.
وتحدثت السفيرة الكولومبية آنا ميلينا مونيوز دى جافيريا حول الثقافة باعتبارها أعظم أداة للدبلوماسية، فهى تلعب دورًا مهمًّا فى العلاقات الدولية التى تتسم بما يسمى الصراعات الثقافية، إذ تلعب الثقافة والدبلوماسية الثقافية دورًا اساسيًّا فى التعارف بين الثقافات.
وأشارت السفيرة الكولومبية، إلى بدء العلاقات الدبلوماسية بين مصر وكولومبيا فى عام 1957 بين الجنرال جوستافو روخاس بينيلا والرئيس المصرى جمال عبدالناصر، منذ 63 عامًا، وذكرت أنه فى العام 1960 تم توقيع اتفاقية ثقافية لتعزيز التعاون فى المجالات العلمية والفنية والثقافية والأدبية والتعليمية والفنون الجميلة والبث الإذاعى والتربية البدنية والسينما بهدف مضاعفة وتعزيز أواصر الصداقة، والمعرفة بين الشعبين، كما سلطت الضوء على عدد من الأنشطة المهمة مثل الفنون التشكيلية والعمارة والتصوير والموسيقى الشعبية والرقص والموسيقى الكلاسيكية، والأدب واللغة الإسبانية والتبادل الأكاديمي، كما أعلنت أن التحدى فى الوقت الراهن يكمن فى تعزيز الحوار الثقافى بين البلدين، فالثقافة هى السبيل إلى تحقيق هذا الهدف.
وتحدث الدكتور أشرف منير عن التشابه بين الحياة فى الدول اللاتينية ونظيرتها فى الشرق الأوسط، فى الاهتمامات والثقافة، مشيرًا إلى أن الاتفاق القائم بين مصر وكولومبيا منذ ستينيات القرن العشرين قد آن أوان تعديله بما يتواكب مع الثورة المعلوماتية الحالية، لدعم العلاقات الثقافية بين مصر وكولومبيا، فالواقع ثابت والتاريخ لا يتجمل ولا يتبدل والعلاقات بين البلدين تشهد سعى كليهما للعمل لتنشيط التعاون الثقافى والحضارى بين الدولتين.
وطرح الشاعر أحمد الشهاوى رؤيته حول كولومبيا، فليست كولومبيا جابرييل جارثيا ماركيز بما يكتب من نصوص روائية وقصصية وتحقيقات ساحرة فى بنائها وعلاقاتها وجمالياتها الفنية، وليست فرناندو بوتيرو بأبعاده الضخمة المقتربة من حافة الهاوية، وليست كولومبيا هى أصدقائى الشعراء وسواهم بأسئلتهم المشرقة فى الحركة الشعرية الكولومبية، والعالمية معًا، بل هى كون غير محجوب أمام عينى قلبك إذا اردت أن ترى وتعرف وتذهب وراء الأشياء الغامضة والسحرية.
وتحدث القاص عاطف عبيد استشارى تنظيم المعرفة والتحول الرقمى مؤسسة بتانة الثقافية، حول المعرفة وكونها إنسانية بالمقام الأول، وأشار إلى أن صناعة الورق دليل على إنسانية المعرفة، فالصين اخترعت الورق، ثم عرفه المسلمون عند فتح سمرقند، وظهرت مصانع الورق فى بغداد والبصرة، ثم انتقلت صناعة الورق إلى شمال أفريقيا عن طريق مصر ثم دول المغرب العربى.
وأوضح القاص عاطف عبيد، تلعب الترجمة دوراً مهماً فى تجاوز فخ اللغة الذى يمنع تبادل الخبرات، فمن بين 200 كتاب حصيلة عناوين مؤسسة بتانة نجد منها 15 مترجما، ونجد من هذا الرقم 6 كتب مترجمة من الإسبانية مباشرة.
كما تحدث الكاتب منير عتيبة عن علاقته بكولومبيا من خلال علاقته بماركيز فى منطقة السرد، متناولاً تأثير مائة عام من العزلة التى أهدت ماركيز نوبل، وهو أعطى نوبل المصداقية، كما تحدث عما أسماه الواقعية المصرية من خلال روايتيه متوالية "مرج الكحل"، ومتوالية "حاوى عروس".