نحتفل اليوم بافتتاح مكتبة الإسكندرية فى ثوبها الجديد فى عام 2002 لتعود مرة أخرى منارة كبرى على الثقافة العالمية التى تشع من مصر، وبهذه المناسبة نتذكر واحدة مما قدمته الإسكندرية فى تاريخها القديم إلى العالم، ونقصد "التوراة السبعينية".
بدأت القصة قبل الميلاد عندما فكر يهود الإسكندرية في عهد بطليموس الثانى (285–247 ق.م.) أنهم بحاجة ماسة لترجمة القوانين اليهودية والكتب الخمسة "توراة" للغة اليونانية التي يفهموها أكثر من العبرية بكثير، وكانت أولى المحاولات الناجحة التي لاقت استحسان يهود الشتات وقتها هي ما يطلق عليها الترجمة السبعينية.
تقول القصة معتمدة على رسالة ارستياس (يهودى عاش بالإسكندرية)، حيث اقترح على بطليموس الثاني أن يضم إلى مكتبة الإسكندرية القوانين والشرائع اليهودية بعد ترجمتها إلى اليونانية، رحب بطليموس بهذا الاقتراح وجمع اثنين وسبعين من كبار اليهود يأتون من أورشليم، من الأسباط المختلفة لليهود، ليقوموا بترجمة الشريعة من العبرية إلى اليونانية في 72 يوما.
لكن الدكتورة سلوى ناظم فى كتابها "الترجمة السبعينية للعهد القديم بين الواقع والأسطورة" لا تثق فى هذه الرسالة فارستياس نفسه لم يعش فى عصر بطليموس الثاني، كما انتهى الباحث والمستشرق الألماني بول كاهل إلى أنه لا يمكن اعتبار رسالة ارستياس إلا كتابا من الكتب غير القانونية.
تم وضع تصور من قبل نفس الباحث أنه تم تشكيل لجنة من يهود الإسكندرية أنفسهم لترجمة الشريعة لاحتياج المجتمع اليهودي السكندري لها، وكانت عبارة عن مجموعة من نسخ مختلفة سماها السبعينية، وأنتجت على فترات زمنية مختلفة.