نقرأ معا كتاب "كما الأحلام.. علم النفس فى القصص الخيالية" لـ كيث أوتلى، ترجمة آيات عفيفى، ومراجعة جلال الدين عز الدين على، والذى صدرت ترجمته عن مؤسسة "هنداوى".
يتناول الكتاب طريقة تأثير القصص الخيالية فى عقول القُرَّاء والجماهير والمؤلِّفين وأدمغتهم، ويناقش كيف ننسج من محض كلمات أو صور خبرات من قصص ممتعة، وأحيانًا عميقة.
يعتمد الكتاب على فكرة سبق أنْ طرَحها ويليام شكسبير وصامويل تايلور كولريدج وروبرت لويس ستيفنسون وغيرهم؛ مفادها أن القصص الخيالية ليست مجرد جزء من الحياة، ولا هى محض ترفيه، ولا مجرَّد هروب من الواقع اليومي، فهى تشمل كل ذلك فى أغلب الأحيان، ولكنها فى جوهرها حُلم موَجَّه، ونموذج نبنيه نحن القراء والمشاهدين بمشاركة الكاتب، ليُمَكِّننا هذا النموذج من رؤية الآخرين ورؤية أنفسنا رؤيةً أوضح، ويمكن للحُلم أن يُقدِّم لنا لمحاتٍ مما هو مستتر تحت سطح الحياة اليومية.
إن كل قصة خيالية هى نموذج للعالم، ولكن ليس للعالم بأسره؛ فهى تركِّز على نيات البشر وخُططهم، ولهذا السبب تمتلك بنْيَةً سردية من الأفعال والحوادث التى تقع نتيجة تلك الأفعال، وتحكى عن تقلُّبات حيواتنا، وعن المشاعر التى تُخالجنا، وعن أنفسنا وعلاقاتنا فى خضمِّ مساعينا الحياتية. فنحن البشر اجتماعيون حتى النُّخاع، ودائمًا ما تكون محاولاتنا لفهم أنفسنا وفهم الآخرين ناقصةً؛ بسبب تداخُل دوافعنا فى كثير من الأحيان، وصعوبة معرفة الآخرين. والقصص الخيالية وسيلةٌ لزيادة فهمنا.