لم يكن الجنرال مينو ينوى مغادرة مصر على الإطلاق، شعر أن بإمكانه أن يجعلها ولاية فرنسية، وأن يكمل حياته في مصر، لذا أسلم وتزوج من جميلة جميلات عصره من المصريات، وأعد العدة للبقاء، وراسل الجنرال نابليون ليبلغه بقراره، لكن الرياح تأتى دائما بما لا تشتهى السفن.
غادرت الحملة الفرنسية مصر بعد هزيمتها على يد الإنجليز، وتوقف حلم الجنرال الفرنسى جاك فرانسوا مينو، القائد الأخير للحملة الفرنسية فى مصر، وعاد إلى فرنسا وهناك تدرج فى عدة مناصب هى حاكم بييمونتى ومحافظ توسكانا فى 1805 وأخيراً محافظ البندقية، ثم استدعى إلى فرنسا فى 23 يوليو 1810 وتوفى فى إيطاليا فى 13 أغسطس 1810.
عاد مينو فوجد المناصب، لكن ماذا لحق بزوجته المصرية، وكيف كان مصيرها بعدما غادرت معه إلى باريس؟
بينما تذكر دراسة بعنوان "نحو منهج إسلامى للرواية: بحوث الملتقى الدولى الخامس للأدب الإسلامى" نشرتها رابطة الأدب الإسلامى العالمية، بأن زبيدة رغم أنها أصبحت زوجة حاكم مصر، لكنها لم تصبح هى حاكمة، بل ضاقت بهذه الحياة، فهى لا تزور أهلها ولا تتصل بأحد، وبرغم أنها حملت منه، كما رافقته إلى فرنسا من أجل ولدها ومعها خادمها سرور، عندما رحل الفرنسيون من مصر، لكنها عادت إلى وطنها عندما ضاقت بالحياة هناك، تاركة الولد وأباه.
ويوضح كتاب " هنا القاهرة والعشق" تأليف محمد حسن حمادة، أن الطامة الكبرى التي نزلت على رأس زبيدة في فرنسا كانت ارتداد مينو عن الإسلام ومحاولة انتزاع الولد الثانى منها ليقوم بتعميده حسب ديانته المسيحية، واختلف المؤرخين حول وفاة زبيدة، فهناك من يؤكد أنها ماتت في فرنسا، والبعض يؤكد أنها عادت إلى مصر ودفنت بها، لكن رواية رفاعة الطهطاوى في كتابه "تخليص الإبريز" يقول: "لا يعرف أي شيء عن زبيدة على مستوى اليقين، سوى بعض التكهنات المؤرخين أن ولدها الكبير توفى في ظروف غامضة، ولم تعرف الوصول إلى نجلها الثانى خاصة بعد وفاة مينو عام 1810، كما أن أهلها لم يتمكنوا من الوصل إليها، حتى عاشت في مارسيليا تتسكع طرقاتها مع شبهات حامت بشأن احترافها البغاء من أجل العيش، لكن الثابت هو انها ماتت مسيحية كما يؤرخ رفاعة الطهطاوى لذلك".