جرائم على نهر دجلة.. رافد العراق الشهير "ياما شاف بلاوى"

على مدار تاريخه عاصر نهر دجلة الكثير من الأحداث المؤلمة، وارتبط مصيره بمصير أمة مثلت في وقت من الأوقات الثقافة العربية، وامتزجت مياه النهر العظيم مؤخرا، بدماء ضحايا حروب ومجازر شهدها العراق الحبيب، ولا يزال النهر قادر على احتضان ضحايا آخرين في مسلسل انهيار الإنسانية. وخلال الأيام الماضية هزت جريمة بشعة الرأي العام في العراق بعدما وثقت كاميرا للمراقبة سيدة تقوم بإلقاء طفليها في نهر دجلة، بعد أن تجردت من مشاعر الإنسانية، وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو، يبدو أنه تم تصويره مساء الجمعة، ويوثق للحظة قيام السيدة برمي طفليها بنهر دجلة، وذكرت تقارير إعلامية محلية أن مكان الحادثة هو جسر الأئمة، الذي يربط بين منطقتي الكاظمية والأعظمية المتاخمتين لنهر دجلة في بغداد. على مدى جزء كبير من تاريخ العراق، كان مصير هذا البلد شديد التشابك مع مصير نهري دجلة والفرات. فلقد استطاع السومريون القدماء تشييد واحدة من الحضارات المبكرة، عبر الإدارة الحكيمة لهما. والآن، مع الكوارث المتتالية التي يواجهها العراق، يبدو من اللائق مأساويا، أن يكون النهران شريكيه في هذا الكفاح. لكن نهر دجلة الرافد الثانى مع نهر الفرات، والذى تشكلت على جانباته واحدة من أعظم حضارات التاريخ، وازدهرت بالقرب من شاطئه الحضارة الآشورية وغيرها من الحضارات القديمة في تلك المنطقة، التي كانت باكورة الحضارات الإنسانية في التاريخ بجانب الحضارة المصرية القديمة، طالما شهد جرائم و"بلاوى" أخرى غيرت من تاريخ العراق. سقوط بغداد كان سقوط بغداد خسارة فادحة للثقافة والحضارة الإسلامية، بعدما احترقت الكثير من المؤلَفات القيمة والنفيسة في مختلف المجالات العلمية والفلسفية والأدبية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها، حيث أضرم المغول النار في بيت الحكمة، وهي إحدى أعظم مكتبات العالم القديم آنذاك، وألقوا بالكُتب في نهرى دجلة والفرات، حتى يقال أن ماء نهر دجلة تحول الى الأحمر والأزرق بفعل دماء القتلى وحبر الكتب التي أغرقت. فيذكر كتاب " أطلس تاريخ العصر المملوكي" للدكتور سامي بن عبدالله المغلوث، أن جنود هولاكو اتلفو عددا كبيرا من الكتب القيمة في مكتبات بغداد التي أفرزتها العقول النيرة، حتى إنهم ملأوا نهر دجلة بالكتب وجعلوها جسورا لخيولهم، فتحولت مياه النهر الأزرق الصافى إلى الأزرق الصافى إلى اللون الأسود من اختلاطها بالمداد. سقوط الأمويين فى غمرة انشغال مروان بن محمد بأحوال الدولة المضطربة فاجأته ثورة العباسيين فى خراسان سنة (129هـ = 746م) وانتقلت كالسيل المنهمر براياتها نحو العراق مكتسحة كل قوة للأمويين أمامها ولم تنجح محاولة واحدة فى إيقافها حتى دخلت الكوفة، وأعلنت قيام الدولة العباسية سنة (132هـ = 750م) ومبايعة أبى العباس السفاح بالخلافة. فى أثناء ذلك كان مروان بن محمد يستعد للِّقاء الحاسم لاستعادة دولته ورد العباسيين، فتحرك بقواته من حران إلى الموصل، والتقى بالعباسيين عند نهر الزاب الكبير -أحد روافد دجلة-، ودارت بينهما معركة هائلة لم يستطع جيش الأمويين على ضخامته أن يحسمها لصالحه، فحلت بهم الهزيمة فى (جمادى الآخرة 132هـ = يناير/ فبراير 750م)، وفرَّ مروان بن محمد من أرض المعركة، وظل ينتقل من بلد إلى آخر حتى انتهى به الحال إلى مصر. وحمل نهر الزاب أحد روافد نهر دجلة، العديد من جثث الأمويين من ضحايا المعركة وكان من غرق فى نهر الزاب من الأمويين أكثر ممن قتل منهم بالسيف. حريق النهار وتلوثه فى 2014 تعرض النهر العظمي لحريقًا كبيرًا اندلع في بقعة زيت بنهر دجلة، إثر كسر إحدى الصمامات الناقلة للنفط وقيام أحد الصيادين بإشعال النيران في النفط المتسرب"، وقالت مصدر عراقية حينها، أن "مياه نهر دجلة بالقرب من جامعة تكريت، تلوثت بسبب كسر في أحد صمامات ناقلة للنفط بين كركوك ومصفى بيجي"، مشيرًا إلى أن أحد الصيادين قام بحرق البقعة الزيتية، مما تسبب في انتشار الحريق الذي لم يعد بالإمكان السيطرة عليه. داعش امتلاء النهر بضحايا الأبرياء جراء جرائم تنظيم "داعش" الإرهابى، وكان "غالبية الضحايا يُقتلون ثم يرمون في النهر"، ووصف المتابعون طريقة قتلهم بـ"الإعدام". واعتبروا أن "القَتَلَة وجدوا في دجلة، فرصة مناسبة لإخفاء معالم الجريمة، أو التخلص من الجثة، وعادة لا يُعدم شخص واحد بل أشخاص عدة، ومعظم الضحايا هم من الشبان، ممن تتراوح أعمارهم بين 18 و40 عاماً، وجميعهم من مكوّن معين وهو سبب قتلهم". ويضيف التميمي "تشير أصابع الاتهام إلى المليشيات بطبيعة الحال، لكنهم ينفون ذلك، ونحن بدورنا لا نستطيع أكثر من نقل الضحايا إلى دائرة الطب العدلي ليتسلّمها ذويهم من هناك". وكشف عن "اعتياده" رؤية الجثث يومياً، مشيراً إلى أنه "بتنا نعود إلى تناول الإفطار كأن شيئاً لم يكن، بعد أن كنا في السابق غير قادرين على التفكير لفظاعة الجرائم". جفاف النهر خلال العامين الماضيين وفي ظل السدود التي أقامتها تركيا في مطلع القرن الحادي والعشرين على منابع نهري الفرات ودجلة، ومع التغيرات المناخية وتأثيراتها المتزايدة على بيئة ومناخ العراق، تأتي سياسات الإهمال والإهدار، وسوء التخطيط للمشاريع المستقبلية في قطاع المياه الذي انتهجته مؤسسات ودوائر الدولة خلال الفترات الماضية لتفجر مشكلة جفاف تلقي بظلال مخيفة على المجتمع العراقي. وحذرت وزارة الموارد المائية العراقية خلال بيان صادر عنها مؤخرا من أن البلاد تعاني من نقص كبير في المياه قد يؤدي إلى حدوث حالة من الجفاف فيها، وعللت ذلك بأنه نتيجة لسياسات الاحتكار للموارد المائية التي تنتهجها الدول المتشاطئة لنهري دجلة والفرات وفروعهما، إضافة إلى حالة انحسار تساقط الأمطار غير المعتادة التي شهدها فصل الشتاء لعام 2008












الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;