يستضيف مركز بومبيدو معرضا عن الرسام الفرنسى الشهير هنرى ماتيسبمناسبة الذكرى السنوية الـ150 لولادته، فى حدث ثقافى بارز بموسم الخريف بباريس يستمر إلى 22 فبرايرالمقبل، ويسعى القائمون عليه لرفع المعنويات فى ظل تفشى وباء كورونا.
ويقدم المتحف الوطنى للفن المعاصر فى هذا المعرض 230 عملاً كان مقرراً عرضها فى مايو الماضى، بينها مائة عمل تقريباً من مجموعته، غير أن الوباء أرغم المؤسسة على تأجيل الحدث، ومن الجهات التى أعارت الأعمال المعروضة، متحفا ماتيس فى كاتو كامبريزيس شمال فرنسا، ونيس ، ومتحف جرونوبل، الذى أرسل أحد أبرز الأعمال المحفوظة للفنان فى بلده، "الداخل مع الباذنجان" 1911.
وتقول مفوضة المعرض أوريلى فيردييه: "كل الجهات التى أعارتنا الأعمال بقيت لنا، وأبقينا على موعد تسلّم الأعمال فى سبتمبر"، حسب ما ذكر وام ٢٤، ويعتمد المعرض التسلسل الزمنى مستعيداً خمسة عقود من الإبداع فى مسسيرة هنرى ماتيس 1869 - 1954، منذ مطلع تسعينات القرن التاسع عشر فى محترفات وليام بوغرو، وغوستاف مورو، حتى تكريسه أحد أهم الفنانين الطليعيين مع بيكاسو بين 1906 و1908، واختياره رغما عنه كبير فنانى المدرسة الوحشية.
ويظهر المعرض أيضاً عودة ماتيس إلى الفن التشخيصى بين 1918 و1919، فى فترة اتسمت أعماله فيها بالمزج الدقيق بين الظل والضوء، وصولاً إلى إطلاق العنان للخطوط والألوان مع لوحات الغواش المقطعة الشهيرة التى أنجزها.
وتوضح أوريلى فيردييه "لا يوجد ماتيس واحد بل ماتيسات، فما يشغله هى وسائل الرسم، هو يهتم بما يمكن للرسم قوله وفعله، أما الشكل الظاهر فى الرسم ليس له أهمية كبيرة فى العمق"، ويسلط المعرض الضوء على موهبة النحت لدى ماتيس، مع عمل "لوسير" الذى يذكر بمنحوتات رودان، البرونزية الضخمة، ووبالتوازى مع المعرض، تصدر دار "إيديسيون دو شين" للنشر دليلاً مفصلاً يمنح القارئ مفاتيح فهم أعمال ماتيس من خلال أربعين فقرة.
ووصفت مؤلفة الكتاب هايلى إدواردز دوجاردان، وهى مؤرخة فنية، نهاية حياة ماتيس، وتقول: "هو الذى لطالما بحث عن التعبير الأنقى للّون، نجح فى بلوغ غايته، من البساطة ولدت لغة جديدة حسده عليها حتى خصمه اللدود الدائم، بيكاسو"، ومع معرض ماتيس وسلسلة معارض ملتزمة أخرى بينها "جلوبال ريزيستانس" الذى يقدم قراءة نقدية للمستجدات كما يراها فنانون، يبقى مركز بومبيدو على برنامج زاخر بالأنشطة هذا الخريف وفى العام المقبل.