يعد الروائى الدكتور "يوسف عز الدين عيسى" أحد الشخصيات البارزة فى القرن العشرين فهو أديب ومفكر، له مدرسة خاصة فى الكتابة القصصية حيث يختلط الخيال والحلم بالواقع بشكل رمزى، ولعل واحدة من أشهر وأهم رواياته هم رواية "الواجهة"، الصادرة لأول مرة عام 1981، عن دار المعارف.
و"الواجهة" هى رواية تبحث فى قضية الإنسان الشريف الذى يعتنق قيم ومبادئ ويعتقد أن العالم كله مثله يحيا فى الواجهة ويرى الكل أصحاب قيم ومبادئ مثله، ففى رواية الواجهة نجد أنفسنا أمام بطل يتلاشى عنه كل ماضيه، واسمه لا يبقى من الأمس حتى الظل وهو يضرب فى المدينة الغريبة دون أن يعرف إلى أين، والرواية تحفل بالرمز والتشويق من خلال أحداثها المتسارعة، مثيرة عددًا من التساؤلات والأفكار الملحة على الإنسان فى أى مكان وزمان.
وفى "الواجهة" وعلى امتداد ثلاثمائة وثلاثين صفحة حافلة بأعلى درجات التشويق والاثارة، كما يؤكد الروائى سعيد سالم فى تقديمه لهذه الطبعة، فتمضى رحلة "ميم نون" من الحياة إلى الموت، وهى رحلة شاقة وعسيرة؛ منوعة بشتى صنوف العذاب والقسوة وأمر الأحزان.
ويعتبر النقاد أن رواية الواجهة تجمع بين الفلسفة والخيال، الفلسفة فى الإجابة على الأسئلة الحائرة فى عقول بعض الفلاسفة عن الكون ونشأته والخلق والحياة وألم المعيشة والموت وماذا يحدث بعده. والخيال فى صياغة كل هذا فى قصة شيقة تربطك أحداثها من اللحظة الأولى حتى آخر صفحة، وعبر يوسف عز الدين عن براءة ونقاء النفس البشرية متمثلًا فى شخصية (ميم) بطل الرواية، وكذلك رغبات ودواخل النفس البشرية فى أحط صورها حينما جاء الحديث عن الجزء الخلفى من المدينة.
والدكتور يوسف عز الدين عيسى لكى يعالج هذه الأفكار الفلسفية الشائكة كان يلجأ دائمًا إلى مزج الواقع بالرمز والخيال، وله نحو مائتى قصه قصيرة وست مسرحيات وثمان روايات، إضافة الى ما يفوق المائة مقال، وقد كان من كتاب جريدة "الأهرام" تنشر له صفحة أسبوعية تحت عنوان "من مفكرة يوسف عز الدين عيسى".
وقد نظم الشعر، وكتب الأغنية التى تخللت الكثير من أعماله الدرامية وأهمها: "العسل المر"، وفد اختيرت أعماله ضمن مختارات الإذاعة المصرية وهو بعد فى بداية حياته، ولحنها وغناها كبار الفنانين مثل: عبد الحليم حافظ، ومحمود الشريف وغيرهما، نال جائزة الدولة التقديرية فى الآداب عام 1987، وجائزة الدولة التشجيعية عام 1975 فى مجال الدراما الإذاعية. وحمل وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى مرتين؛ الأولى عام 1976 والثانية عام 1989، كما تم تقليده وسام الجمهورية عام 1981، وحصل على وسام فارس الأدب 1999 من هيئة قصور الثقافة لدوره الرائد فى تقديم نوع جديد من الأدب.