"فى هذا اليوم أجد ما كان حلماً يتحقق على أفضل مستوى، لذلك يجب على كل مواطن فى المملكة العربية السعودية أن يشكر الله على هذه النعمة الكبرى، وأرجو الله أن يوفقنى لخدمة دينى ثم وطنى وجميع المسلمين".. كانت هذه كلمات خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز عندما وضح حجر الأساس لإنشاء مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة، فى مثل هذا اليوم 23 أكتوبر 1982م، 1403 هـ، وتم افتتاحه عام 1985م ـ 1405 هـ".
وجاء إنشاء المجمع خدمة القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة من خلال جهاز متخصص ومتفرغ لذلك العمل الجليل السنة والسيرة النبوية المطهرة، ليكون المجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة كأحد صور العناية بالقرآن الكريم، هو أكبر مطبعة فى العالم لطباعة المصحف، وأحد المعالم التى تقدمها المملكة العربية السعودية لخدمة الإسلام والمسلمين فى مختلف أرجاء العالم.
المجمع الذى يبلغ مساحته 250 ألف متر مربع، وتتولى وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الإشراف عليه، جاءت لتحقيق عدة أهداف هى: "طباعة المصحف الشريف بالروايات المشهورة فى العالم الإسلامى، تسجيل تلاوة القرآن الكريم بالروايات المشهورة فى العالم الإسلامي، ترجمة معانى القرآن الكريم وتفسيره، العناية بعلوم القرآن الكريم، العناية بالسنة والسيرة النبوية، العناية بالبحوث والدراسات الإسلامية، الوفاء باحتياجات المسلمين فى داخل المملكة وخارجها من إصدارات المجمع المختلفة، نشر إصدارات المجمع على الشبكات العالمية".
وأما عن الطاقة الإنتاجية للمجمع فتصل إلى 18 مليون نسخة من مختلف الإصدارات سنويًا، وقد وصل عدد النسخ التى أنتجها المجمع حتى عام 2019 إلى أكثر من 300 مليون نسخة موزعة بين مصاحف كاملة وأجزاء وترجمات وتسجيلات وكتب للسنة والسيرة النبوية وغيرها.