نشاهد، اليوم، تمثال "جيمس جويس" الموجود فى مدينة "دبلن" بـ إيرلندا، وبالتجديد فى شارع نورث إيرل، بجوار شارع أوكونيل، على الرغم من أنه قضى معظم حياته فى الخارج، إلا أن جويس كتب بغزارة عن وطنه، وخاصة المدينة التى ولد فيها، ونصب التمثال عام 1990 من قبل النحات الأمريكى مارجورى فيتزجيبون، وهو يصور جويس فى حالة من الهدوء والراحة ينظر عبر مدينته الحبيبة بقبعة منحرفة وساقاه متقاطعتان مائلا على عصا ويد واحدة فى جيبه.
ويشتهر جيمس جويس (1882- 1941) بين القراء فى العالم من خلال رائعته "عوليس" أو يوليسيس، التي نشرت للمرة الأولى على حلقات فى جريدة "ذا ليتل ريفيو" أو "The Little Review" الأمريكية بين شهرى مارس 1918 وديسمبر 1920، ثم نشرته "سيلفيا بيتش" فى باريس فى كتاب صدر فى 2 فبراير 1922، وقد تصدرت الرواية سنة 1998 قائمة أفضل 100 رواية باللغة الإنجليزية فى القرن العشرين، وصنفتها مكتبة بوكلوبن العالمية ضمن أفضل 100 عمل أدبى على مر العصور.
وأطلق الأوربيون على "عوليس" رواية "البشرية"، فكتبها جويس فى 17 سنة وهى دائرة معارف كاملة لعوالم جويس المتعلقة بالجنس البشري، استخدم فيها تكنيك الحلم والكابوس وتوارد الخواطر.
رواية عوليس للكاتب جيمس جويس، تدور أحداث الرواية خلال يوم واحد فى حياة ليوبولد بلوم فى مدينة دبلن فى خط موازى لأحداث وشخصيات الالياذة والأوديسة رواية صعبة ومعقدة وأثارت جدل تاريخى كبير فى وقتها واعتبرت بداية تيار الحداثة والوعى الأدبي، ويشير عنوان الرواية إلى أوديسيوس (الذى حُرف اسمه فى اللاتينية إلى يوليسيس (عوليس)، وهو بطل أوديسة هوميروس.
يبلغ طول رواية "عوليس" نحو 265 ألف كلمة، ويستخدم جويس فيها قاموسًا يصل إلى 30 ألف مفردة، (تشمل أسماء الأعلام وصيغ الجمع ومختلف تصريفات الأفعال)، وتنقسم إلى 18 حلقة.
وتدور أحداث عوليس فى 18 ساعة فقط، جمع فيها جيمس جوليس خلاصة عصره منذ نعومة أظفاره، ومنذ أن نشرت الرواية دار حولها الكثير من الجدل والانتقادات، من بينها حظر الرواية لفترة لاتهامها بالجرأة والإباحية الزائدة، ولكن تصدرت الرواية سنة 1998 قائمة أفضل 100 رواية باللغة الإنجليزية فى القرن العشرين.