اتخذ مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات فى اجتماعه الأخير الذى انعقد مطلع هذا الأسبوع جملة قرارات مفصلية سواء على مستوى التنظيم، أو الأداء، أو البرامج، أو الاستراتيجيات.
وانعقد الاجتماع برئاسة حبيب الصايغ رئيس مجلس الإدارة وحضور أحمد العسم نائب رئيس مجلس الإدارة وجميع أعضاء المجلس، حيث كان على جدول الأعمال مجموعة نقاط تم البت فى معظمها، وأحيل عدد آخر للدراسة والمراجعة.
وكان من أهم القرارات المتخذة عقد الجمعية العمومية العادية يوم 15 يونيو المقبل، تليها فى وقت لاحق جمعية عمومية غير عادية بغرض تعديل النظام الأساسى للاتحاد بما يتناسب مع طبيعة المرحلة ومستجدات الواقع الثقافى والتنظيمى، كما تم إقرار مشروع إحياء وتطوير جائزة غانم غباش للقصة القصيرة، وجعل جائزة جمعة الفيروز خاصة بالشعر، لتكونا جائزتين كبريين باسم الاتحاد، وتم تشكيل أمانة عامة لكل منهما تتولى وضع اللوائح والشروط المطلوبة، على أن تصدر النتائج وتعلن أسماء الفائزين قبل نهاية العام الجارى.
ووجه مجلس الإدارة فروع الاتحاد الأربعة إلى ضرورة وضع خطط لأنشطتها كل ثلاثة أشهر، وإعلانها مسبقاً على أن يبدأ ذلك مطلع شهر يونيو المقبل بحيث تشمل الخطة الأنشطة المزمع تنفيذها خلال أشهر يوليو وأغسطس وسبتمبر التالية، كما شدد على ضرورة الاشتغال على النوع، والعمل على وسائل جديدة للتواصل والتفاعل مع الجمهور.
وعلى مستوى المجلات اتخذ المجلس قرارات من شأنها أن تحدث نقلة نوعية فى هذا المجال، فبعض المجلات سيخرج فى قالب جديد يتسم بالعصرية مثل مجلة (بيت السرد)، وبعضها الآخر ستجرى تعديلات على هيئة تحريره مثل مجلة (شؤون أدبية) التى سمى لها نائب ثانٍ لرئيس التحرير بغرض إعطاء المجلة زخماً إضافياً، وهناك تصورات لتطوير مجلتى (قاف) و(دراسات) أيضاً.
واتخذ قرار بتوسيع منافذ التوزيع بالنسبة لمطبوعات الاتحاد، وكلف القاص محسن سليمان عضو مجلس الإدارة بمتابعة الموضوع.
ومن المشاريع المهمة التى تقرر البدء بتنفيذها أو دراسة أدوات تنفيذها مشروع ترجمة الأدب الإماراتى إلى اللغة الإنجليزية بالتعاون مع جامعة الشارقة، وإصدار طبعات خاصة من بعض منشورات الاتحاد بطريقة برايل.
وشكل الاتحاد فرق عمل لتنفيذ الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التى أبرمها الاتحاد مع عدد من الجهات فى أوقاتٍ سابقة، ومنها اتفاقية التعاون الثقافى مع مجموعة أبوظبى للثقافة والفنون، ومذكرة التفاهم لتفعيل مبادرة أقدر للكتابة بين الاتحاد وبرنامج خليفة لتمكين الطلاب.
كما تم الاطلاع على مذكرة التفاهم للتعاون الثقافى بين دول مجلس التعاون والمملكة الأردنية الهاشمية والتى تلقاها الاتحاد من وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، وكلف الدكتور منصور الشامسى أمين السر العام فى الاتحاد للتواصل مع وزارة الثقافة وتنمية المعرفة لبحث أفضل ما يمكن تقديمه لتفعيل الاتفاقية والاستفادة بشكل خاص من العلاقة الوثيقة التى تربط بين اتحاد كتاب وأدباء الإمارات ورابطة الكتاب الأردنيين.
وأحال مجلس الإدارة للدراسة طلباً تقدم به الاتحاد العام للكتاب العرب فلسطينيى (48) بإقامة مشروع ثقافى عربى، كما تقرر البدء بالإعداد للدورة الجديدة لملتقى الإمارات للإبداع الخليجي.
وحول الاجتماع ومخرجاته قال حبيب الصايغ رئيس مجلس إدارة الاتحاد: فى بيان صاد عن الاتحاد: يمكن القول إن اتحاد كتاب وأدباء الإمارات فى ضوء هذه القرارات على أعتاب مرحلة مختلفة من شأنها أن تعزز من مكانته على الساحتين المحلية والعربية، ويأتى هذا التوجه استجابة لمعطيات جديدة فرضتها الإنجازات الكبيرة التى حققها الاتحاد فى الآونة الأخيرة، وفى مقدمتها انتقال الأمانة العامة للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب إلى الإمارات، ما يعنى أن مسؤولياتنا قد تضاعفت، وأننا مطالبون بالارتقاء فى أدائنا إلى المستوى الذى يعطى هذه الإنجازات صدقيتها، ويغنى رصيدنا عربياً وربما دولياً.
وأضاف الصايغ: نحن نصنف ضمن الجمعيات ذات النفع العام، لكن القانون الذى ينظم عمل هذه الجمعيات أصبح اليوم متأخراً كثيراً، وبات فى حاجة إلى مراجعة شاملة بحيث يلائم واقع الإمارات وطموحاتها، فالقانون بصيغته الحالية يحمى المقصّر ويقيّد المجتهد، وذلك على مختلف المستويات، بما فيها العمل الثقافى الذى يتميز بطبيعته الخاصة والذى يحتاج إلى مرونة أكثر فى التعاطى معه.
وقال الصايغ: هذا القانون لم يعد متناسباً مع ما حققته دولة الإمارات من قفزات فى مسيرتها النهضوية، كما أنه متخلف كثيراً عن الأداء الحكومى بإنجازاته الباهرة، ما يضعنا أمام مفارقة تحتاج إلى حل سريع وجادّ. فنحن فى اتحاد كتاب وأدباء الإمارات نعانى من تعقيدات هذا القانون، لأن طموحاتنا أكبر مما أنجزناه، لكننا نصطدم دائماً بمواد ونصوص تضطرنا فى كثير من الحالات إلى وضع سقوف لبرامجنا وخططنا. وهذه التحفظات نعلنها من موقع الحريص على استمرار المنجز وتقدمه، فالإمارات دولة عصرية فى أدائها وتوجهاتها وتطلعاتها، ومن المنطقى أن تكون الأنظمة الإدارية عصرية هى الأخرى بما يحقق المصلحة الوطنية، ويعزز مسيرة الإمارات فى مرحلة تواجه فيها قوى ظلامية معادية تسعى إلى إعادة عقارب الساعة إلى الوراء بوسائل الإرهاب والعنف الأعمى.
وختم حبيب الصايغ بالإشارة إلى أن مسؤوليات الاتحاد تجاوزت الساحة المحلية إلى الساحة العربية، فنحن من الناحية العملية والبروتوكولية قادة الثقافة العربية بعد أن انتقلت الأمانة العامة للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب إلينا، فضلاً عن الدور الرائد الذى تقوم به مؤسسات إماراتية شقيقة أخرى بما يكمل دورنا ويتكامل معه، فمن الضرورى إذاً أن تكون البيئة القانونية المنظمة لعملنا متناسبة مع هذا الموقع.