فى حادث غريب، هز الأوساط الفلبينية، لقى شرطى حدفه، ولكن هذه المرة ليست على يد عنصر إجرامى، ولكن على يد "ديك"، فخلال مطاردته للأنشطة غير القانونية بسبب كورونا ومن ضمنها مصارعة الديوك، نزف ضابط شرطة فلبينى حتى الموت بعد أن قطع ديك شريان فخذيه أثناء مداهمة نشاط غير قانونى حيث حظر مصارعة الديوك رسميا بسبب الوباء.
يروى أن رياضة "مصارعة الديوك" بدأت فى بلاد الفرس قبل آلاف السنين، وانتقلت مع تجارهم لمختلف بقاع العالم، وأنها كانت إحدى أبرز الهوايات للتسلية فى وقت الفراغ بمصر خلال زمن النبى موسى.
ويقال أن الفلبينيين القدماء من أوائل من اتخذ هذا الصراع كرياضة وبعد أن وصل الإسبان إلى الفلبين اكتشفوا ذلك وثم انتشرت فى بقية أنحاء العالم، إلا أن بعض الدول منعت هذه الرياضة بسبب أنها عنيفة ضد الحيوان حيث أنها تؤذى الديكة وكثيراً ما تؤدى إلى موتها، وبسبب أنها توضع رهانات كبيرة عليها.
وللديك فى الأساطير القديمة ارتباط بالحضارات البارزة، كما الصين القديمة، حيث يعود طائرا إليها يحمل الشمس فى منطقة البروج بالسماء، وفى حضارة الإغريق، ارتبط بالإله أبولو حيث يعلن الديك بزوغ الشمس، وفى اسكتلندا كان يذبح فى خضم طقوس للشفاء من داء الصرع.
على الرغم من احتلالهم من قبل الرومان، قام الإغريق بتأثير دائم عليهم، جنبا إلى جنب مع ثقافتهم، والهندسة المعمارية، واللاهوت والفلسفة، قدم اليونانيون أيضا الرومان لمصارعة الديوك، الغزاة أحبوا الرياضة حتى أنهم خلدوها على العملات الفضية وفى الفسيفساء الرائعة، فى الوقت الذى وسع فيه الرومان إمبراطورتيهم، وامتدوا فى النهاية إلى ثلاث قارات ويسيطرون على 25٪ من سكان العالم، أحضروا ثقافتهم، التى شملت مصارعة الديوك.
احتضن الأوروبيون هذه الرياضة فى العصور المظلمة، ولم تنتهك حماسة مصارعة الديوك، سواء من قبل إعادة الميلاد الفكرى لعصر النهضة، أو إنسانية التنوير المكتشفة حديثًا، يقال إن كل من إليزابيث الأولى، وجيمس الأول، وهنرى الثامن، وتشارلز الثانى قد استمتعوا بما كان يعرف بـ "الهواية الملكية"، وفيما بعد، عندما استعمرت أمريكا، جلب الأوروبيون هذه الرياضة معهم، فى الواقع، من المعروف أن العديد من الآباء المؤسسين، بما فى ذلك توماس جيفرسون وجورج واشنطن وبنجامين فرانكلين، لم يشاهدوا المباريات فحسب، بل كانوا يتنافسون مع طيورهم أيضًا.
وفى مصر، يقول هواة مصارعة الديوك، إن الهواية دخلت للبلاد مع "الباشاوات"، وبدأت فى الانحسار مع ثورة 23 يوليو 1952 التى أطاحت بالنظام الملكى فى البلاد، لتفقد الهواية القطاع الأكثر تأثيرا من الهواة والمربين برحيل "الباشاوات".