قال الشاعر محمود قرنى، إن كل الحروب المذهبية عبر التاريخ هى نتاج لتدمير بناء العقلية التى تغلبت فيها النزاعات الاستئصالية، والإقصائية على القيم التى أسست عليها الأديان التى تخاط من أجلها هذه الحروب، ومن المفارقات أن تكون ملايين الجماجم التى قرائنا وسمعنا ورأينا كيف ذهبت، ضحية هلوسات رجال الدين وساسة من المجانين لا يعنيهم إلا حماية عروشهم، وهم يندفعون كفئران هاجة إلى إعادة إنتاج نفس المشاهد التى تجاوزها العقل الإنسانى، وأسس عشرات المفاهيم الأكثر رقى لأنة الأكثر عدالة والأكثر إنسانية وأخلاقية.
وأوضح محمود قرنى، أن غياب مفهوم الآخر وحقه فى الحياة واحد من المفاهيم الثقافية الذى لازال يغيب عن العقل العربى على نحو خاص، ويغيب عن العقل الطائفى شكلا عام من ثم فإن ما تراه اليوم من إندفاع محموم "سعودى إيرانى"، نحو تأجيج الحرب المذهبية، ما هو إلا نتاج لهذا العقل الغائب نحو مزاعم حماية المذاهب التى أودت بحياة ملايين البشر.
وتابع محمود قرنى، تقديرى أن نشوب مثل هذه الحرب سيكون كارثيا، بكل المعانى وسيعود العقل العربى مئات السنين إلى الوراء، وسنفقد الحضارة العربية جزء غاليا من خصائصها ضد التطرف وضد مفاهيم التعدد، والتنوع التى تحدث عنها أئمة كبار فى تاريخ الفقة الإسلامى ، وكل هذا فى الإجمال تهديد مباشر للعقل الثقافى العربى، بأنة سيزكى مناخات التعصب، ويقضى على مساحات الحرية المتاحة، وسيعود الجميع إلى الماضى باعتباره حصانة ضد أعداء جدد.