رغم الجدل الدائر بين المسلمين من جانب والحكومة الفرنسية من جانب آخر، بعد اتهام الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون بالإساءة للإسلام أثر تصريحاته عن الرسومات المسيئة للرسول، والتى اعتبرت هجوما من جانب الرئيس الفرنسى واستفزازا لمشاعر المسلمين.
لكن بعيدا عن الجدل الدائر والمحاولات التركية للاستفادة من الأزمة، صرح الرئيس الفرنسى فى مقابلة أن فرنسا تحترم الإسلام، وكانت أول دولة تترجم القرآن الكريم فى العالم، فما حقيقة تصريحات الرئيس الفرنسى؟
كان صاحب فكرة أول ترجمة للقرآن الكريم هو الراهب "بيتر المحترم" رئيس دير "كلونى" فى فرنسا سنة 1143م، حيث قام بالترجمة كل من الراهبان "روبرت" و"هرمان".
وكانت أول ترجمة للقرآن الكريم باللغات الأوروبية باللاتينية، وتمت بإيعاز وإشراف رئيس دير "كلونى" فى جنوب فرنسا الراهب "بطرس المبجل" وكان ذلك سنة 1143م، وعلى يد راهب إنجليزى يدعى "روبرت الرتينى" وراهب ألمانى يدعى "هيرمان".
وجاء فى خطاب "بيتر المحترم" إلى القديس "برنار": "قابلت روبرت وصديقه "هرمان الدلماطى" العام 1141م، فى أسبانيا وقد صرفتهما عن علم الفلك إلى ترجمة القرآن باللاتينية، فأتماها سنة 1143م، وكانت أول ترجمة للقرآن استعانا فيها باثنين من العرب".
والغريب أن الدوائر الكنسية منعت طبع هذه الترجمة، لأن إخراجها من شأنه أن يساعد على انتشار الإسلام، وظلت هذه الترجمة مخطوطة فى نسخ عدة، تتداول فى الأديرة مدة أربعة قرون فقط إلى أن قام "ثيودور بيبلياندر" بطبعها فى مدينة "بال" سويسرا فى 11يناير 1543م. وسميت هذه الترجمة ترجمة "بيبلياندر" وتميزت بمقدمة لـ المصلح الدينى "مارتن لوثر".