نشاهد، اليوم، تمثال "الأسد المحتضر" فى سويسرا، ويسمونه "أسد لوسيرن"، وقد تم تصميم هذا التمثال تخليدا لذكرى الجنود الذين فقدوا حياتهم فى الثورة الفرنسية عام 1792 للملك لويس السادس عشر.
وكان النقش اللاتينى على التمثال يعنى "ولاء وشجاعة السويسريين" وتم نحت تمثال الأسد فى صخرة من الحجر الرملى بجانب البركة، يبلغ طول هذا النصب 10 أمتار وارتفاعه 6 أمتار، وتم تصميمه من قبل النحات الدنماركى بيرتل ثورفالدسن، وبدأ العمل فى عام 1818 وانتهى فى عام 1821.
يوجد التمثال فى حديقة صغيرة بجانب حديقة جلاسير لوسيرن التى يطلق عليها "الحديقة الجليدية".
ويحيى ذكرى الحراس السويسريين الذين ذبحوا فى عام 1792 أثناء الثورة الفرنسية، عندما اقتحم الثوار قصر التويلرى فى باريس، دفاعا عن العائلة المالكة الفرنسية، و قد تم قتل ما يقرب من 1000 جندى من الحراس السويسريين رغم إصدار الملك أمر بالاستسلام، و من المعروف تاريخياً تميز الحرس السويسرى بالإخلاص والوفاء، فتم نحت التمثال وهو يصارع الموت كناية عن الشجاعة والموت بشرف.
وقد أشاد "مارك توين" بنحت أسد جريح قتيلًا باعتباره "قطعة الحجر الأكثر حزنًا وتأثيرا فى العالم"، فقد ارتسمت هناك فى مدينة لوسيرن ثلاثة معالم بجوار بعضها بعضا فيما يستحق المشاهدة: إنها نصب الأسد الشهير على مستوى العالم وحديقة الجليد حيث تضم نقشا نافرا كبيرا لجبال بما يعود تاريخه إلى القرن الثامن عشر وكذلك متاهة مرايا الحمراء بمراياها التى تعد 90 مرآة.