صدر حديثا عن الهيئة العامة لقصور الثقافة مجموعة قصصية جديدة تحت عنوان "كأننى حي" للروائى والكاتب الصحفى محسن عبد العزيز، وذلك ضمن سلسلة أصوات أدبية التابعة للهيئة.
ومن قصة "كأننى حي" التى عنونت بها المجموعة نقرأ: "ما أقسى أن نمشى فى جنازة من نحب، فلا نعرف ماذا نفعل بالضبط، وهل البكاء كاف للحزن أم لا ؟ وهل يعرف الآخرون مقدار حزننا وهم يرمقوننا من آن لآخر، كأنهم فى كل مرة يبحثون عن شيء ما فى كل دمعة وشهقة وحرقة قلب.كنت أتسند على حائط البيت المجاور حين طلعت أمى من البيت محمولة فى النعش، فانخلع قلبى وارتفع صوت النساء بالصراخ والعويل، ولم أعرف ماذا أفعل ولا كيف ؟.
وأمشى فى جنازة أمي، طفلا أمشي.. فكم من الحزن يكفى ليقول الناس إنى حزين؟ وهم ينظرون إلى بعيون ملؤها الشفقة. وكم من البكاء يكفى والدموع تجف أحيانا، وألوم نفسي.. كيف لمن ماتت أمه أن يكف عن البكاء؟ وأن يمشى هكذا وراء النعش الذى يحمله الرجال وهم يبدلون من كتف لكتف أذرع خشبة الموت ؟.
بجوار نعش أمى أمشي.. هل رأيتم أقسى من ذلك؟ وطريق المقابر يبدو طويلا أو قصيرا لا أعرف. بيوت البلدة أصبحت خلفنا وصوت النواح صار بعيدا، ودبدبة أحذية الرجال على أرض الجسر غدا لها جلال فى ذلك الصمت الذى يغلف الكون. مياه الترعة والأشجار والنخيل والمواشى فى لحظة سكون وتأمل للموت الذى يسد الطريق.
يذكر أن الأديب محسن عبد العزيز كاتب صحفى بجريدة الأهرام، بدأ حياته الصحفية بمجلة الشباب عام 1996 انتقل للعمل بالأهرام أصدر مجموعتين قصصيتين الأولى "ولد عفريت تؤرقه البلاد" "والثانية مروة تقول إنها تحبنى.