يحتفل المصريون بعيد الحب، وهى عاطفة طيبة، ومع ذلك نجد بعض "المتدينين" لا يقبلون بسهولة الحديث في ذلك الأمر، وكأن الحب حرامًا، ولا نعرف من أين جاءوا بهذا الكلام، مع أن التاريخ الإسلامي يدل على انتشار الحب حتى بين رجال الدين والفقهاء.
الإمام ابن حزم
يعد كتاب "طوق الحمامة" للإمام ابن حزم واحدًا من أشهر المراجع العربية فى الحديث عن الحب:
يقول الإمام:
وللحُب علامات يقفوها الفَطن، ويهتدى إليها الذكي؛ فأولها إدمان النظر؛ والعين باب النفس الشارع، وهى المنقبة عن سرائرها، والمُعبِّرة لضمائرها، والمُعربة عن بواطنها، فترى الناظر لا يطرف، يتنقَّل بتنقُّل المحبوب، وينزوى بانزوائه، ويميل حيث مال كالحرباء مع الشمس.
الإمام ابن القيم فى "روضة المحبين ونزهة المشتاقين"
كتاب "روضة المحبين ونزهة المشتاقين" يعد من أهم الكتب التى ألفت فى الحب، وفيه يجد القارئ ما يشبع فهمه إلى هذا النوع من المعرفة، لأنه يجمع رأى الشريعة وحكمتها وأدبها إلى الكلام عن الحب وفلسفته وآراء الناس فيه. والكتاب حافل بالطرائف الأدبية والنثرية والشعرية، التى تعبّر عن فنون الغزل بأنواعه المختلفة مع ما يخالطها من الوعظ الدينى المرتبط بالعديد من المسائل الفقهية التى تردع انجراف المحب نحو السالك الخطرة والتشبث بالحب الصافى الذى لا يكون إلا إذا قادنا حبّ الله عز وجل.
وفى الكتاب أيضاً وصف شامل لأنواع المحبة المختلفة وقد قسمها المؤلف بين محب للرحمن، ومحبّ للأوثان ومحبّ للنيران، ومحب للصلبان، ومحبّ للأوطان، ومحب للإخوان، ومحب للنسوان، ومحب للصبيان، ومحب للأثمان، ومحب للإيمان، ومحب للألحان ومحب للقرآن ومن الطبيعى أن يفضل الله أهل محبته ومحبة كتابه ورسوله على سائر المحبين تفضيلاً. ونظراً لأهمية هذا الكتاب فقد عُنى بتحقيقه وبإخراجه بحلة جديدة صغيرة الحجم يسهل حملها من مكان لآخر.
الإمام داوود الظاهرى
قال "نفطويه" دخلت عليه فى مرضه الذى مات فيه، فقلت كيف تجدك؟ فقال : "حب من تعلم أورثنى ما ترى"، فقلت وما يمنعك أن تستمتع به مع القدرة عليه؟ فقال: "الاستمتاع على وجهين: أحدهما النظر المباح، والآخر اللذة المحظورة، فأما النظر المباح فهو الذى أورثنى ما ترى، وأما اللذة المحظورة فيمنعنى منها ما روى عن ابن عباس:(من عشق وكتم وكفّ وصبر غفر الله له وأدخله الجنّة)، وبسبب معشوقه صنف كتاب الزهرة.
عبد الرحمن القس
عبد الرحمن القس عبد الرحمن بن عبد الله بن أبى عمار، من بنى جشم بن معاوية، كان فقيها عابدا من عباد مكة فسمى القس لعبادته، وكان يشبه بعطاء بن أبى رباح.
سمع يوما غناء سلامة جارية سهيل بن عبد الرحمن على غير تعمد منه، فبلغ غناؤها منه كل مبلغ.
فرآه مولاها فقال له: هل لك أن أخرجها إليك أو تدخل فتسمع غناءها ولا تراها ولا تراك، فأبى: فلم يزل به حتى أخرجها إليه فأقعدها بين يديه فغنته، فشغف بها.
وعرف ذلك أهل مكة واشتهر بها، فهى تعرف بسلامة القس.