تعد رواية "الطوق والإسورة" من أكثر أعمال الأديب الراحل يحيى الطاهر عبدالله بروزًا وشهرة، وواحدة من أكثر الأعمال الأدبية اقتباسا على خشبة المسرح والدراما المصرية والعربية.
وكانت أصلًا مجموعة من القصص القصيرة ثم جُمعت لتشكل رواية مهمة، تمكنت من وضع قارئها فى مجتمع يشبه حوض السمك، حيث تلتقى الأعراف والتقاليد، والضغائن العائلية، والعواطف والمشاعر الإنسانية الأساسية، وتتفاعل كلها لتصبح جزءًا من الرواية.
تدور الأحداث بقرية الكرنك بمدينة الأقصر فى ثلاثينيات القرن الماضى يطرح الاتب هموم المهمشين والفقراء الهاربين من واقعهم الضيق القاس إل رحابة عالم الأساطير والخرافات مستنجدين بطوق نجاة يلقون فى بحر متلاطم من حياة جافة، والرواية أقرب للنوفيلا منها إلى الرواية وعنوانها كاشف ومعبر عن وجهة نظر معتبرة، فالطوق الحديدى من الفقر والجهل والمرض يلف رقبة المجتمع الصعيدى فيخنقه بينما "إسورة" العادات والتقاليد البالية والخرافات والأساطير تحيط معصميه فتشل حركته دون محاولة لتخليصه فيؤذى نفسه بدنيا وربما تطير رأسه.
الرواية تحكى عن حياة الأم «حزينة» وزوجها العجوز وابنتها فهيمة، وسفر ابنهما للشام وفلسطين للعمل هناك، تزوج ابنتها من حداد، لكنها تطلق منه، مع أن أمها دبرت أمر حملها من رجل فى معبد، لكن تمرض فهيمة بالحمى وتموت بعد موت والدها، وتبقى حزينة مع الطفلة التى تكبر وتحمل من صديق طفولتها ابن الشيخ، وحين يعلم خالها يدفنها فى حفرة، وبعد ذلك يقطع رأسها ابن خالتها ويرميه عند خالها، وينفض الناس عنه؛ لتبرز خلال أحداث الرواية خصائص كتابة يحيى الطاهر عبدالله، والتى جسّدت عالمًا كاملا مليئا بالصور التشكيلية والمشاهد الحية.