هل سمعت من قبل عن غزوة بدر الأولى، التى وقعت بعد هجرة النبى عليه الصلاة السلام، للمدينة المنورة.. وما الذى يقوله التراث الإسلامى فى ذلك؟
يقول كتاب البداية والنهاية لــ الحافظ ابن كثير تحت عنوان "غزوة بدر الأولى":
قال ابن إسحاق: ثم لم يقم رسول الله ﷺ بالمدينة حين رجع من العشيرة إلا ليال قلائل لا تبلغ العشرة، حتى أغار كرز بن جابر الفهرى على سرح المدينة، فخرج رسول الله ﷺ فى طلبه حتى بلغ واديا يقال له: سفوان من ناحية بدر، وهى غزوة بدر الأولى، وفاته كرز فلم يدركه.
قال الواقدي: وكان لواؤه مع على بن أبى طالب.
قال ابن هشام والواقدي: وكان قد استخلف على المدينة زيد بن حارثة.
قال ابن إسحاق: فرجع رسول الله ﷺ فأقام جمادى ورجبا وشعبان وقد كان بعث بين يدى ذلك سعدا فى ثمانية رهط من المهاجرين، فخرج حتى بلغ الخرار من أرض الحجاز.
قال ابن هشام: ذكر بعض أهل العلم أن بعث سعد هذا كان بعد حمزة، ثم رجع ولم يلق كيدا.
هكذا ذكره ابن إسحاق مختصرا وقد تقدم ذكر الواقدى لهذه البعوث الثلاثة، أعنى بعث حمزة فى رمضان، وبعث عبيدة فى شوال، وبعث سعد فى ذى القعدة كلها فى السنة الأولى.
وقد قال الإمام أحمد: حدثنى عبد المتعال بن عبد الوهاب، حدثنى يحيى بن سعيد.
وقال عبد الله بن الإمام أحمد: وحدثنى سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي، حدثنا أبى، ثنا المجالد، عن زياد بن علاقة، عن سعد بن أبى وقاص.
قال: لما قدم رسول الله ﷺ المدينة جاءته جهينة فقالوا: إنك قد نزلت بين أظهرنا فأوثق حتى نأتيك وقومنا، فأوثق لهم فأسلموا قال: فبعثنا رسول الله ﷺ فى رجب ولا نكون مائة وأمرنا أن نغير على حى من بنى كنانة إلى جنب جهينة فأغرنا عليهم وكانوا كثيرا فلجأنا إلى جهينة فمنعونا وقالوا: لم تقاتلون فى الشهر الحرام؟
فقال بعضنا لبعض: ما ترون؟
فقال بعضنا: نأتى نبى الله فنخبره، وقال قوم: لا بل نقيم ههنا، وقلت أنا فى أناس معي: لا بل نأتى عير قريش فنقتطعها.
وكان الفىء إذ ذاك من أخذ شيئا فهو له، فانطلقنا إلى العير وانطلق أصحابنا إلى النبى ﷺ فأخبروه الخبر فقام غضبان محمر الوجه.
فقال: "أذهبتم من عندى جميعا ورجعتم متفرقين إنما أهلك من كان قبلكم الفرقة، لأبعثن عليكم رجلا ليس بخيركم أصبركم على الجوع والعطش".
فبعث علينا عبد الله بن جحش الأسدى فكان أول أمير فى الإسلام.
وقد رواه البيهقى فى (الدلائل) من حديث يحيى بن أبى زائدة عن مجالد به نحوه
وزاد بعد قولهم لأصحابه: لم تقاتلون فى الشهر الحرام؟
فقالوا: نقاتل فى الشهر الحرام من أخرجنا من البلد الحرام.
ثم رواه من حديث أبى أسامة عن مجالد، عن زياد بن علاقة، عن قطبة بن مالك، عن سعد بن أبى وقاص فذكر نحوه.
فأدخل بين سعد وزياد قطبة بن مالك وهذا أنسب والله أعلم.
وهذا الحديث يقتضى أن أول السرايا: عبد الله بن جحش الأسدى وهو خلاف ما ذكره ابن إسحاق أن أول الرايات: عقدت لعبيدة بن الحارث بن المطلب، وللواقدى حديث زعم أن أول الرايات: عقدت لحمزة بن عبد المطلب والله أعلم.