يرصد الفلكيون، خلال الشهر الحالى، كوكب المشترى فى سماء مصر والوطن العربى وذلك بعد غروب الشمس وبداية الليل باتجاه الأفق الجنوبى كنقطة بيضاء براقة للعين المجردة طوال شهر نوفمبر الحالى، وكشفت الجمعية الفلكية بجدة، فى تقرير لها، أنه عند رصد الكوكب باستخدام المنظار سبيل المثال (مقاس 50×10) مثبت على حامل ثلاثى الأرجل سيظهر المشترى كقرص دائرى براق وإلى جانبه أقماره الأربعة الكبيرة التى تسمى أقمار جاليلو: ايوا، يوروبا، جانميد، كاليستو، وكأنه نظام شمسى مصغر، علما بأن مواقع تلك الأقمار تتغير باستمرار بسبب دورانها السريع حول الكوكب.
العراق
أطلقت عدة تسميات على كوكب المشترى فى حضارة العراق القديم من بينها كوكب مردوك (نجم الإله مردوك)، كما سمى أيضاً بالكوكب الأبيض، ومن التقارير الفلكية المقدمة إلى أحد الملوك تقرير فلكى طلب فيه الملك من أحد الفلكيين رصد مجموعة من الكواكب ومن ضمنها المشترى، وظهرت عدة اشارات فى النصوص الفألية الفلكية الى كوكب المشترى وربط راصده حركته فى السماء بما يحدث على الارض والتى غالبا ما تفسر على أنها نذير شؤم.
الإغريق
كوكب المشترى، المعروف أيضا باسم جوف، هو إله السماء والرعد، وكذلك ملك الآلهة فى الأساطير الرومانية القديمة، وجوبيتر هو الإله العلوى من آلهة الرومان، اعتبر المشترى المعبود الرئيسى لدين الدولة الرومانية فى العصور الجمهورية والإمبراطورية حتى أصبحت المسيحية الدين السائد.
كما كان زيوس ما يعادل كوكب المشترى فى الأساطير اليونانية، وهما يشتركان فى نفس الميزات والخصائص، نظرا لشعبية كوكب المشترى، واسمه الرومان أكبر كوكب فى النظام الشمسى من بعده.
العرب قبل الإسلام
وبحسب كتاب "العبادات الفلكية عند العرب قبل الإسلام: دراسة تاريخية" تأليف إدهام حسن فرحان العزاوى، فإن العرب لم تقتصر معرفتهم فى الفضاء بالنجوم الثابتة والقمر فقط، بل عرفوا الكواكب السيارة السبعة وميزوها عن تلك الثابتة.
وكان من ضمن تلك الكواكب التى ميزها العرب، كوكب المشترى، فاسمه لديهم مأخوذ من الشراء وهو الوضوح والظهور لضياء لونه وصفائه، ويقال أنه يسمى بذلك لحسنه وقيل لإنه نجم البيع والشراء، كان يسمى أيضا السعد الأكبر وأضافوا إليه الخيرات الكثيرة والسعادات العظيمة.