تمر اليوم الذكرى الـ172 على رحيل القائد إبراهيم باشا، الابن الأكبر لوالى مصر محمد على باشا، إذ رحل فى 10 نوفمبر 1848، عن عمر ناهز 59 عاما، وكان إبراهيم باشا قد عين كقائم على العرش نيابة عن أبيه من 2 مارس حتى 10 نوفمبر 1848م، وذلك بعدما قاد حملة عسكرية ضخمة على وسط الجزيرة العربية، ثم عين قائدًا للجيش ضد ثورة اليونانيين الذين خرجوا على الدولة العثمانية للظفر بالاستقلال.
لكن يبقى السؤال هل تولى إبراهيم باشا ولاية مصر فعليا وكان حاكما رسميا للبلاد من قبل السلطان العثمانى، له كافة الصلاحيات كحاكم للبلاد؟
بحسب كتاب "من الفتاوى المهدية في الوقائع المصرية" فإن إبراهيم باشا الذي فوضت إليه ولاية المملكة المصرية في حياة والده لكبر سن والده آنذاك، فيما يرى كتاب "الاتجاه السياسي لمصر في عهد محمد علي" تأليف هنري دودويل، فأن إدارة البلاد أصبحت فى يد إبراهيم باشا بشكل فعلى بداية من عام 1847، إلا أنه لم يظل في الحكم طويلا إذ توفى في 1848، أي بعد أسابيع قليلة من من تلاوته "الحظ الشريف" بتعيينه واليا على مصر، بدلا من والده.
أما كتاب "عروشٌ تتهاوَى: النهايات الدرامية للأسرة العلوية" تأليف محمد غنيمة، فأشار إلى أن فرمانا صدر من السلطان العثمانى في مارس عام 1848، بتوليه مقاليد حكم مصر بالنيابة عن والده، على أنه تقلد ولاية مصر رسميا في 2 سبتمبر 1848 في حياة والده.
وحسبما ذكر الكاتب جورجى زيدان، في كتابه "تاريخ مصر الحديث مع فذلكة فى تاريخ مصر القديم - الجزء الثانى" في منتصف سنة 1848، توعك مزاج محمد على باشا وازدادت فيه ظواهر الخرف فلم يعد ثم بد تولية إبراهيم باشا، فتوجه إلى الأستانة فى أغسطس من تلك السنة لأجل تثبيته على ولاية مصر خلفا لأبيه، فثبته السلطان العثمانى بنفسه فعاد لمعاطاة الأحكام، إلا أنه تعرض لأعياء شديد باغته ففارق الحياة ودفن بمقابر العائلة الخديوية بجوار الإمام الشافعى بالقاهرة.