تبقى "خمارة القط الأسود" للأديب العالمى نجيب محفوظ، الحاصل على نوبل فى الآداب لعام 1988، واحدة من أكثر أعمال أديب نوبل شهرة، وهى مجموعة قصصية تتكون من 19 قصة قصيرة، صدرت طبعتها الأولى عام 1969، أى بعد هزيمة 5 يونية بعاميْن، وتحمل روح الرمزية فى عالم مهزوم.
وتتمحور أحداث "خمارة القط الأسود" حول خمارة يتعايش زبائنها مع قط أسود، ولا يبخلون عليه ببقايا طعامهم، وحين تمكنت الخمر من عقولهم وشرعوا فى الغناء، إذا برجل غريب عن الحى وعن الخمارة يحذرهم: أنتم سعداء إذا طلع الصباح عليكم.
كتب نجيب تلك القصص بعد نكسة 67 فمن يقرأ تلك القصص سيشعر بالحزن أو الاحباط من تلك الحرب، ويقول نجيب فى محفوظ ضمن أحداث القصة: "إما أن الذاكرة خدَّاعة كاذبة تختلق ما لا أصل له، وإما أن الدنيا تتغيَّر بقوة لا ترحم الذكريات".
نجيب محفوظ وخمارة القط الأسود صور من الحياة مرسومة بدقة العارف فى خفايا النفوس، وموشاة بخيال الروائى الذى يكسب القصص سمة التشويق، ومكتوبة بأسلوب البارع فى الإقناع إلى حد اليقين، لم يبتعد الروائى أبداً عن الحقيقة بل جال فى عمق ذاك الشارع المصرى القاطن فى عمقها الشعبى، اقتنص منها شذرات، واختار منها نظرات يتطلع من خلالها القارئ بشغف ملتهماً السطور والصفحات ماضياً فى دروب تلك القصص التى جسدتها حية حروف نجيب محفوظ.
يذكر أن السينما استلهمت من المجموعة القصصية "خمارة القط الأسود" فيلم "الخادمة" الذى أخرجه أشرف فهمى عام 1984، بطولة: نادية الجندى وممدوح عبد العليم ومديحة يسرى.